( بقلم : باسم العوادي )
واحدة من اكبر مشاكل العراق اليوم هي عدم وجود مرجعية اعلامية وطنية حاذقة او عدم وجود مؤسسة اعلامية خبيرة يمكن لها ان تعزل الغث من السمين والجيد من الرديء وان تتابع المفردات الاعلامية المغرضة داخليا والمغطاة بالمكياج الوطني خارجيا مؤسسة تضع المصلطح السياسي تحت نظرها ودراستها وتحاول ان تتعقب الافكار السياسية التي تدفع الى الساحة العراقية يوميا من قبل اجهزة مخابرات اقليمية واحزاب إرهابية ومجموعات مجهولة وصحف ومجلات صفراء وفضائيات تنفث السم يوميا بمادة اعلامية على مدار دقائق اليوم الواحد ومنذ اللحظة الأولى لانهيار السلطة السابقة .
وبسبب عدم وجود مثل هذه المرجعية الأعلامية او المؤسسة المتخصصة بالخطاب الاعلامي وفرز المصطلحات السياسية والاعلامية ومتابعة الاشاعة ومديرية رقابة اعلامية لكل مايكتب ولكل تقرير ترسله المكاتب الداخلية الى مراكزها في الخارج سواء كانت وسائل اعلام مسوع (كالراديو) او اعلام مقروء (جرائد و مجلات وانترنت) او اعلام مشاهد (كالتلفاز او الفضائيات) حيث مكن ان تسمى مثل هذه المرجعية او المؤسسة او المديرية بذارع الأمن الاعلامي الذي اصبح اليوم من اهم الضروريات بعد ان اتفق الجميع على ان نصف العنف في العراق يقف خلفه الاعلام وبصورة ادق التحريض الاعلامي ولكي تحل المشكلة لابد من حل نصفها الأسهل وهو الأمن الاعلامي اي وقف التحريض ودعم الأرهاب اعلاميا وتسريب المعلومات اليومي من خلال وسائل الاعلام وتجفيف منابع التهييج الطائفي الذي تتبناه الكثير من الوسائل الاعلامية تلك.
ولهذا فقد تركت القضية الى قدرة الكاتب العراقي الوطني الغيور على التمييز وان تكون مرجعيته الاعلامية وحسه الأمني الأعلامي هو وطنيته وحب لشبعه ووطنه وايمانه بالحرية والديمقراطية وهذه وحدها لا تكفي باعتبار ان الامزجة متبدلة والعقول متفاوته وزخم الاعلامي المعادي وطرقه الحديثة للتأثير على متبنيات اللاشعور للمتلقي تدفع الكثير من الاقلام حتى المخلصة منها في استخدام مصطلحات وترديد مقولات وتبني افكار هي بالأصل معادية للفكر السياسي الحديث في العراق لكنها بطبيعة الحال تكون مغطاة ومبرقعة بصورة ذكية منها المصلح السياسي او العبارة السياسية التي رددت خلال الأيام الماضية آلاف المرات بل رددتها حتى وسائل اعلام المفروض انها رصينه وكتبتها اقلام المفرض انها دقيقة وصدحت بها حناجر المفروض انها اكثر قدرة على التمييز تلك هي عبارة ( ان الفريق العراقي وحد العراقيين وان السياسيين قسموه ، وان على السياسيين ان يتعلموا من افراد المنتخب العراقي ) الذي قدم صوره رائعة من العطاء واستحق الفوز بجداره وحقق نصرا للعراق لكنه ليس كل النصر.
وللوقوف على تفسير دقيق لهذه العبارة اطرح الأسئلة التالية :
هل اللاعب افضل من الشرطي الاعزل الذي يعرض روحه وحياته للخطر في العراق ويقف تحت اشعة الشمس الحارقة ينتظر الموت دفاعا عن العراقيين؟؟؟
هل اللاعب افضل من الجندي العراقي الذي يحمل سلاحة وتنقله وحدته العسكرية الى اخطر مناطق العراق عسكريا لكي يحقق الأمن ويقاتل الأرهاب ويضع روحه على كفه ؟؟؟
هل اللاعب افضل من العامل الذي تصهر به الشمس من الصباح حتى المساء يوميا من اجل ان يعمر ما فخخه الأرهاب او يبني من اجل العراقيين ؟؟؟
هل اللاعب افضل من المعلم او المدرس او الاستاذ الجامعي المخلص الذي يعطي من روحه ودمه يوميا من اجل خلق الاجيال وتقدمها ورفد البلد بالاجيال المتعلمة والمثقفة؟؟؟
هل اللاعب افضل من الموظف الحكومي الذي يعمل بجد ويقاتل الفساد ويقضي حوائج المواطنين بروح وطنية او انسانية ؟؟؟
هل اللاعب افضل من الاعلامي او الصحافي العراقي الذي يكتب ويحاور ويناور ويدافع ويرد ويهاجم من اجل حرية واستقرار العراق ونهوظة ورفعته ؟؟؟
هل اللاعب افضل من ( بعض ) البرلماني او السياسي الوطني الذي يتحمل عب الاغيتال وخطر الموت ويعمل بجد وجهد من اجل استقرار هذا البلد ويشرع القوانين ويكتب الدساتير التي ستحكم العراق على مر الاجيال القادمة ؟؟؟
ثم ان عمر الرياضة والفنون بطبيعتها كانت مشاريع انسانية توحد ليس شعبا واحدا وانما توحد البشرية كلنا نتعاطف مع رياضي مبدع بغض النظر عن دينة وقوميته وكلنا يتعاطف مع فنان معطاء بغض النظر عن دينه وقوميته وكلنا يرغب ان يشاهد منتخبات الدول الاخرى ويتعاطف معها اذا ما قدمت اداءا جميلا وكلنا يتعاطف مع فنون الامم والشعوب الاخرى مهما كانت تلك الامم مغمورة او غير معروفة ، لكن ورغم انه هذه حقيقة انسانية وكونية لكن البعض فقط اكتشفها حديثا في العراق وعلم مؤخرا ان الرياضة والفنون موحدة والسياسية مقسمة ، ان طبيعة الرياضة تختلف عن طبيعة السياسية منذ اللحظة الاولى للخلقة ، فطبيعة السياسي ان يحقق الهدف الذي يحمي امة او كيان وطبيعة اللاعب ان يحقق هدفا في الشبكة وشتان ما بين الاثنين ، ان هذه المقولة كلمة حق اريد بها باطل كلمة اراد بها من اطلقها ان يخلط الاوراق ويهزم القواعد الجماهيرة المؤمنة بالحرية ورفض الديكتاتورية ويقول لزعامات وشخصيات ان قيمتكم اقل من كرة في شبكة ولأنها حملت كل سياسي جرم ا لتأخر في العراق وحملت كل سياسي مسؤولية مايجري في العراق وبدون تمييز او تمحيص و الحال هو ليس كذلك ؟؟؟
ثم ان هذه المقولة تناست الأرهاب والعنف والجريمة المنظمة والفساد واللصوص والتدخلات الخارجية والقوات المحتله ومخلفات اقسى واعتى سلطة على سطح الأرض من بعثيين وصداميين وطائفيين وتكفييرين وذباحين ومجموعات مسلحة طائفية ومجموعات خارجةعن القانون وانشطارات حزبية وامراض مجتمعية كل هذه انمحت من الذاكرة العراقية ليحل محلها السياسي والسياسي فقط.
لدينا اليوم في العراق سياسيون وطنيون ولدينا سياسيون خونه لدينا مخلصون ولدينا عملاء لدينا مضحون ولدينا انتهازيون من السياسيين اليوم في العراق من يعطي ومنهم من يأخذ فقط لدينا منهم من يعمل بضمير ومنهم من اعطى لضميرة اجازة طويلة الأمد لدينا منهم من يقاتل من اجل رفعة وسؤدد العراق ومنهم من يعمل على قتل كل ما هو حي في العراق وهؤلاء لايجمعون في سلة واحدة ومن الظلم ان يوضعوا بخانة اتهام واحدة وهي انهم مقسميين بينما لاعبا يسجل هدفا هو عامل توحيد .
وبالمحصلة فالمنتخب الكروي العراقي لم يكن لحيقق نجاحة هذا لولا الحرية الموجودة اليوم في العراق والتي كانت نتائج السياسي المناظل ، السياسي الوطني المخلص هو من يضع الأساس او القاعدة التي يبنى عليها الكل ولايوجد غيره من يفعل ذلك عبر التاريخ والدليل على ذلك ان الفريق ا لكروي العراقي لم يحقق اي انجاز في زمن صدام حسين بسبب حالة الديكتاتورية التي كانت مسلطة عليه ، واخيرا فان عين السياسي الوطني هي التي تسهر على الرياضي لكي ينهض وليس العكس ، والف تحية لابطال الفريق الوطني العراقي لجهودهم الخيرة والف تحية لكل سياسي وطني مخلص وغيور وهم كثر في العراق الجديد بشرط ان لانبخسهم حقهم .
باسم العوادي
https://telegram.me/buratha
