المقالات

داعش وتغيير المسار

1321 2014-08-26

يلحظ المتتبع التغيير في سير حركة داعش التي اندفعت نحو مساحات باتجاه بغداد بعدما وجدت بعض الحواضن لها على الأرض رحبت ـ بدءاًـ بحركتها على اثر إيهامهم بالخلاص المزعوم من السلطة المركزية الحاكمة في بغداد، وكون الأمر لا يتعدى سوى أيام قلائل حتى يتم الإعلان عن إزاحة حكومة بغداد والبرلمان العراقي على الرغم من انتخاب العراقيين له متجاهلين إرادة الشعب.
وبعد التصريحات المتعددة من ان الهدف هو بغداد والحكم فيها، مطمئنين الكورد وباقي الأقليات كالمسيح والايزيديين بان المعركة ليست معهم وانما هي مع الشيعة التي ينعتونها بالرافضة، غير ان دهشت العراقيين وتأثرهم النفسي الذي لا ينكر بسبب ما حصل لم ينسهم عظيم الخطر الذي أحاط بهم فراحوا يتوحدون من اجل صده وزاد في توحدهم ورفع في معنوياتهم ما جاءت به المؤسسة الدينية المتمثلة بأعلى هرمها وهو مرجعية النجف الاشرف الداعي إلى الجهاد الكفائي ومن على منبر كربلاء وفي حضرة الحسين(عليه السلام) وما يحمله المكان من أهمية تعزز الهمم في نفوس الناس.

والسؤال هنا: لم تركت داعش توجهها نحو وسط وجنوب العراق لينحرف اتجاهها باتجاه الشمال بعد ان أوهمته بالصداقة أو الهدنة في اسوأ تقدير.
والجواب ان المتتبع لحركة داعش يلحظ انهم على الرغم من قسوتهم وما يوهمون الإعلام به من انهم يتوقون الى الموت أو ما يصطلحون عليه بالشهادة ويقدمون من اجله الانتحاريين او ما يسمونه الاستشهاديين كما يقولون إلا انهم في الواقع عندما يجدون قوة تفوق قوتهم سرعان ما ينحرفون باتجاه الحواضن أو المناطق الرخوة، وقد وجدوا في الشيعة خلاف ما كانوا يعتقدون من انهم ضعفاء لايصمدون أمام تقدمهم متناسين أو غير مطلعين على الامتداد التاريخي لقدرتهم القتالية في مواجهة كثير من التيارات والأحزاب المتطرفة والمنحرفة على امتداد القرون التي عاشها الإسلام وشهدتها ارض النهرين حتى غابت كثير من المسميات وانطمس حضورها في ظل الحروب والاقتتال ولم يغيبوا.

وبعد ذلك هم قد وجدوا في الشمال (كوردستان) مناطق يسهل اختراقها بعدما بثوا الرعب في الموصل وما يمرون به من أقليات، وقد بان لهم ان هذا الضعف موجود فيما مروا به من القرى والنواحي الكردية حتى وصل إلى مسامعهم ان نزوحا جماعيا قد لحق سكان دهوك، ولكن سرعان ما ضعف هذا التوجه أمام الضربات العراقية( ضربات القوة الجوية وطيران الجيش وتقدم جاد لقوات البيشمركة بعدما أدركوا أن المَدَنية التي يتغنون بها صارت عرضة للزوال وان التهديد هو تهديد وجودي)، فضلا عن الضربات التي وجهها سلاح الجو الأمريكي لحفظ مصالحه الذي على الرغم من أثره وقوته إلا انه لا يرقى إلى تقدم القوات( البيشمركة العراقية) وإحساسها بالمسؤولية تجاه الأرض.

والأمر الآخر الذي نلحظه من تغيير المسار هو ان داعش لا يعنيها أمر حتى أناسها الذين يؤيدونها فهم يريدون خلافة أيا كان مكانها لجني الغنائم وتوزيعها على أمراء حروبها، وهو ملحوظ في نقضهم لوعدهم المذكور فضلا عن الدمار الذي تسببوا به للمدن التي حلوا بها، فلم يقدموا لهم سوى أوهام قادمة من جوف الصحراء راحوا يطبقونها كالسبي وختان البنات وإغلاق محال الحلاقة والخياطة ورفض الفنون الإنسانية وهدم المعالم الثقافية والدينية والحضارية كما حدث في الموصل ومناطق من سوريا فكان الانتباه لخطرهم والندم على إسنادهم في وقت لا ينفع الندم إذ مضى أوانه ودبت شريعة الغاب وانقلب الأذى على مؤيديه وضاع باقدامهم كثير ممن لا علاقة له.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك