المقالات

داعش "كوكلس كلان" الشرق الأوسط

3058 2014-08-17

الكولكس كلان لمن لا يعرفها, هي منظمة سرية, عنصرية, تأسست سنة 1865 من قدامى محاربي الجيش الكونفدرالي الامريكي.
كان الهدف من تأسيس هذه المنظمة, هو التصفية والتطهير العرقي, واتسمت بالعنصرية بأبشع صورها, فقد كانت تهدف لبقاء العرق الابيض, واستباحت "العبيد" القادمين من افريقيا, وكذلك إتسمت بطابعها العدائي للمدنية, وللحركات الليبيرالية, والتحررية, وايضا بعداءها للكاثوليكية.
إنتهجت الكوكلس كلان منهجا مرعبا, بفظاعة جرائمها, وقد إعتمدت على خلق جو اعلامي, دعائي مرعب, يجعل ممن يسمع باسم الكلان, يرتعد خوفا, ويتسمر في مكانه, وكان اسلوب هذه العصابة المُعْتَمَد, هو اما القتل بالذبح او الصلب على صليب او الحرق.
في عام 1870 تم حضر هذه الجماعة, لكنها عادت وبقوة, في عشرينات القرن الماضي, وخصوصا, عندما استهوت الفكرة مجموعة من الجنود الجنوبين, من قدامي الجيش الفدرالي, ووصل تعداد اعضاء هذه المنظمة, ما بين العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي, الى ما يقرب ستة ملايين منتسب, واخذت منحنى جديدا, واطرا جديدة, حتى حازت على الاذن باعتمادها, والاعتراف بها رسميا من قبل الحكومة.
كانت الكوكلس كلان مصدر الالهام, لكثير من العصابات العرقية, وكانت أغلب تلك العصابات تنتهج نفس إسلوب الكوكلس كلان.
يتسم الطبع المتطرف, لتنظيم "داعش" بأسس مشابه لما تضمنته متبنيات الكلان, إذ أن داعش تعد الان, من اكثر العصابات الإجرامية تطرفا, وهي لا تقبل بأي شريك, وتستبعد كل من لا يعترف بنهجها, او من لا يبايعها, وحتى الحركات الموازية لها بالنهج التطرفي لا تقبل بها داعش, رغم أنهم ينهلون من نفس الأيديولوجية, ويسيرون بنفس الخط الراديكالي, كجبهة النصرة او تنظيم القاعدة.
يجمع الباحثون بشؤون الحركات الارهابية, إن داعش هي وليدة تنظيم القاعدة, هذا التنظيم الذي زرع التطرف في حدود المنطقة الاسلامية, ويؤكد هؤلاء الباحثون ان داعش تشكلت من قدامى محاربي القاعدة, وهي داعش- تعد اكثر تطرفا وتشددا من القاعدة.
تستخدم داعش اقصى حدود التطرف, وتستبيح كل شيء, فلا حرمة في أدبياتها للمقدسات, او الأرواح, وهي بذلك تستخدم أشد صنوف التنكيل والقتل.
تعتمد السياسة الداعشية -كما في الكوكلس كلان- على سياسة دعائية مرعبة جدا, وتستثمر وسائل التواصل الاجتماعي, وخصوصا اليوتيوب, بشكل واسع لنشر جرائمها, وتعتمد على سياسة اظهار البشع, من تلك الجرائم, مما يعطيها زخما مرعبا, ويُنْجِحُها في حربها النفسية, وما رأيناه من انهزام في بعض القطعات العسكرية وبدون قتال, لهو خير دليل على ذلك.
بقي ان نذكر شيء, ونتساءل؟! داعش من اوجدها؟! ومن يدعمها؟! ومن يمولها؟! ومن هم عرابيها؟! والى اين تريد ان تصل؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك