المقالات

الشمس تشرق من النجف

1648 2014-08-15

التعنت والمماطلة، والتمسك، والتشبث، مفردات لطالما تمسك بها طالب السلطة، وهناك فرق بين من كان هدفه السلطة للخدمة، ومن طلب السلطة ليتسلط على رقاب الناس، وهذا النوع لا يفكر ألا بمصالحه الخاصة؛ وكيف يكسب أكبر قدر من المكاسب السياسية والمادية، ليس لديه رؤيا سياسية مستقبلية، تصنع منه سياسيا ناضجا، يجعل مصلحة البلاد والعباد نصب أعينه. 
والتعنت أي أن لا يرجع رئيس الحكومة إلى أشراك الأخرين بقرارته، والتمسك، والتشبث، حذرت منه المرجعية دون ان يصغي لها، والمماطلة، أي كسب الوقت وألعب على عامل الوقت، مما جعله يخسر كل حلفائه. 
من هنا أتضح الأمر و أنتصر المواطن، وأنقذت المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني (دام ظله) العملية السياسية، كما كانت على مر عشر سنوات الماضية، فهو الحامي الحقيقي لمصالح العراق والعراقيين، ما كان لله ينمو، رجل كبير السن يسكن في منزل مستأجر، في زقاق من أزقة النجف الأشرف، يحرك مشاعر ملاين العراقيين، ويقودهم نحو قتال المرتزقة التكفيريين، والحكومة عاجزة؛ في وقت لا تعرف مخرج لهذه الأزمة، أنقذ البلد من ضياع العملية السياسية برمتها. 
حافظ على الحكومة الشيعية برئيسها، فما كان منه عند أول إمتحان، إلا أن تنكر للمرجعية وأفضالها عليه، ناصحا لها بعدم التدخل في في الشؤون السياسية، قائلا: على المرجعية أن تراعي شؤون مقلديها الدينية، أي قباحة هذه؟! يا رئيس الوزراء، علماياسيادة الرئيس، أنها لم ترفضك صراحة، بل قالت: رئيس الوزراء يجب أن يحض بمقبولية واسعة من الطيف العراقي.
ولابد أن أعرج على المقبولية، فانت يا سيادة الرئيس، مرفوض من قبل الكورد وهم أكثر من (65) مقعدا ومرفوض من قبل الكتل السنية بما فيهم الوطنية وعددهم أكثر من (65) مقعدا، ناهيك عن الائتلاف الوطني وهم الاحرار والمواطن، والإصلاح، والفضيلة، والمستقلين وعددهم (89).
والطامة الكبرى، حين تخلى عنك أعضاء حزبك يا سيادة الرئيس، وهم (38) نائب من كتلة الدعوة، وقيادتها المعروفة بنضالهم وجهادهم ضد البعث المقبور، وسرعان ما أصبحوا داعشيين في نظركم، يا سيادة الرئيس، فهل من أدبيات حزب الدعوة الاسلامية، من ليس معي فهو ضدي، يبدو هناك تشابه كبير بينكم وبين الوهابيين، يكفرون كل من لا يدين بدينهم المنحرف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك