المقالات

حديث ماقبل فوز فريقنا على السعودية انتصار العراق بكرة القدم... ام هزيمة بقايا النظام البائد؟!


( بقلم : طالب الوحيلي )

في الوقت الذي يقتنص ابناء وادي الرافدين ابسط لحظة فرح من اجل اطفاء ملامح الحزن التي تتعمد قوى الشر الصدامي والتكفيري وحلفاؤهم المتربصين بالعملية السياسية وبتطلعات شعبنا نحو المستقبل السعيد الذي كان ينبغي ان يتحقق على انقاض خراب الزمن الاغبر الذي انتجته تجارب الماضي التي سادت فيها عقائد الظلم الطائفي والشوفيني ،هذا الوقت بالذات الذي اقترن بما تحفل به الساحة الرياضية العربية والاسيوية من مسابقة كروية قد كنا لانحفل بها كثيرا ايام الطاغية صدام، الذي استغل حتى عرق الرياضيين ولهاثهم المجاني، ليصطبغ ببطولاته الزائفة وامجاده التي اغتصبها من مصير الشعب العراقي وثرواته وتاريخه ،فكل شيء كان باسم ذلك الطاغية ولاسمه الكريه، مما يجد اغلبية هذا الشعب غير مبهور باي انجاز رياضي مادام يهدى للقائد الضرورة !! وويل لؤلئك الرياضيين من اي اخفاق حتى ولو كان بسبب سياسة ذلك النظام ونكراته الذين مازال بعضهم ينعم بخيرات هذا الميدان الشعبي رغم انف الكثير من الرياضيين المبدعين والذين طالما عانوا من اضطهاد سماسرة ذلك الطاغية ولقطائه ..

الشعب العراقي اليوم يجد في انتصارات فريق كرة القدم ليست مجرد فوز تقليدي بكأس ،وانما يتعدى ذلك كثيرا الى ان يكون اثبات للذات الوطني وسط محيط عربي منغمس بمناخات طائفية وشوفينية اباح لنفسه التدخل حتى بعواطف ومشاعر العراقيين ،ناهيك عن دوره في ادامة الخراب والقتل الطائفي بعد ان ثبت وبدون ادنى ريب بان الاعلام العربي هو الوجه المكشوف للمؤامرة لافشال التجربة العراقية الديمقراطية التي اسس لها المواطن البسيط قبل السياسي المحترف ،فتطلع الجميع نحو الفريق العراقي بما يضمه من شباب لا لون طائفي او اثني لهم سوى لون العراق ،ولا مسمى لهم او هوية سوى اسم العراق ،فتراهم وسط الملعب سارية العلم العراقي رمز سيادته الوطنية ،وبذلك فهم ابسط برهان على صحة النهج العراقي ووحدته وصيرورته الحقيقية التي تدحض كل تخرصات القوى المعارضة للعراق الدستوري والموالية للنظام المقبور الذين حتى وان اعلنوا مشاعر الفرح بفوز او انتصار الفريق العراقي ،فان مشاعرهم تلك تفوح منها رائحة الحقد والكراهية للشعب متعمدين استثارة عواطف الاخرين تحت مسمى العراق الجريح او غير ذلك ،صحيح نحن بحاجة للفرح المستديم ،ونحن احوج ما نتناسى احزاننا والامنا ،ولكن ينبغي على الاعلام العربي والمتباكين على الفرح العراقي ان يعترفوا بان السبب الحقيقي لمآسي العراق اليومية هم ايتام صدام وبقاياه وجنود الظلام الموفدين من عمق الجزيرة العربية وخليجه و اقاصي الوطن العربي املا في عودة معادلة ظالمة تتماهى مع عقائد الماضي ونمطية الانظمة العربية وعروشها التي استبدت ورسخت في العقلية العربية ،ويكفي لاعبينا اليوم ان لا يهدون انتصاراتهم الا للشعب العراقي على امتداد خارطته السياسية وليس لملك خرف او امير امّعة او لرئيس لابد من حمل تصاويره على الرؤوس والهتاف له بمناسبة او بغيرها ..

حين انتصر فريقنا في مباراته الشبه نهائية خرج ابناء وادي الرافدين وهم يدوسون الغام القتل وغوائل اعدائهم دون ريبة او خشية من قتل ،وقد تلاقت افراحهم مع مشاعر القادة السياسيين ممن حملوا الهم العراقي وساروا به نحو المستقبل السعيد ،لكنهم لم يتصوروا بان الحقد قد اعتملت ادواته بكل حنق وخسة ،فبدل ان نسمع تهاني او تبريكات قادة كتلة التوافق ومن لف لفها بهذا النصر ،اصدروا بيانهم التهديدي على لسان خلف العليان بالانسحاب من العملية السياسية وبحمل السلاح ضد الحكومة وضد الشعب لو لم تلبى شروطهم ،المستحيلة شرعا وقانونا ومنطقا وايديلوجيا وغير ذلك من الاستحالات التي لا يمكن لابناء العراق الذين بصموا على خارطته بمداد الدم وبالصبغة البنفسجية ان يتسامحوا مع احد ازاءها ،مهما كان سبب ذلك ،لان في هذا التسامح اكبر واذل هزيمة لمن تحمل القهر والقتل طيلة عهود الظلم وحتى ايام الطغيان البعثتكفيري الذي اودى بحياة اكثر من 300 الف شهيد من ابناء وادي الرافدين وليس من ابناء طائفة واحدة ..

تصريح للناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية جاء فيه:(إن الظروف الصعبة والتحديات الكبرى التي تواجه عراقنا الحبيب تتطلب منا المزيد من التلاحم ورص الصفوف والإبتعاد عن كل ما يفرق الصف الوطني ، وقد وضعت حكومة الوحدة الوطنية ذلك الهدف نصب عينيها وهي مازالت ماضية عليه ، لكن موقف الأخوة في جبهة التوافق وما صدر مؤخراً عن هذه الجبهة من بيان ينطوي على كثير من المغالطات التي قد يؤدي تركها دون رد الى إلتباس الأمور والتشويش على المواطنين ولذلك إضطررنا الى كشف بعض الحقائق التي نرى من الواجب إطلاع أبناء شعبنا جميعاً عليها .

إن البيان الصادر عن جبهة التوافق ومواقفها، فضلاً عن الموقف الذي هددت باللجوء اليه إنطوى على مخالفات عدة ، وعمليات تسطيح متعمدة ، وجاء منسجماً مع توجهات الجبهة التي قامت منذ البداية في ممارسة تعويق العملية السياسية وعرقلة تقدمها وصولاً الى إيقافها وإرجاعها للمربع الأول) .

وبالرغم من ان التصريح اشار الى أن الوقت لم يحن بعد لكشف كل الحقائق !!فقد رد مفندا على الشروط التي تضمنها بيان هذه الجبهة وهي اجابات موضوعية تكفي الى مراجعة الحكومة والقوى المتصدية الى عدم التردد في كشف كل الحقائق ،لان في ذلك ركون الى الذين ظلموا، وذلك امر لايمكن ان يغفره الشعب لمن انتخبه وآمن به ،اذ يكفينا ما لقينا من هذه الشراكة الغير موفقة والتي جمعت ضحية الامس وجلاده ومنحته امتيازات لايستحقها حسب ما تلمسه الشعب العراقي من هيمنة العقلية البعثية الطائفية على خطاب تلك القوى منذ سقوط الطاغية وحتى اليوم ..

موقف رئيس الجمهورية من هذا البيان كان صريحا وواضحا وقد اجاب على بعض ما ورد فيه من طلبات ،معلنا استياءه وانتقاده الشديد للعليان لتهديده بحمل السلاح ضد الدولة، وهو عضو في مجلس النواب اي بلغة الناس المتحضرين (مشرّع) !!ولا ندري متى وضع العليان سلاحه حتى يشهره؟!!السؤال التفجيرات التي اعقبت اعلان هذا البيان والتي راح ضحيتها العشرات من الاطفال والشباب الذين خرجوا للاحتفال بفوز الفريق العراقي وما اعقب ذلك من تفجيرات مرعبة في منطقة الكرادة طمرت خلالها اسر بكاملها وقتلت العشرات ،اليس ذلك مرتبط بالتهديدات والمواقف التي يتبناها هذا الشريك ؟!! سؤال يلح على الجميع وخصوصا الذين توحدوا خلف فريق كرة القدم الذي انتصر اخيرا اليوم على عدوه الطائفي ومصدر المفخخين بكسر الخاء او بفتحها .. فافرح كل الطيبين من شعب وادي الرافدين وكل من لم تتفوق عليه عقيدة الشر من ابناء عالمنا العربي ،فيذرف دمعة حزن على شهداء الرياضة الذين قتلتهم مفخخات التكفيريين وحواضنهم ،ودمعة فرح للنصر العراقي الحقيقي على الظلم والطغيان الذي يعيش في مناخه شباب العراق بعزمهم وصبرهم وايمانهم بعهدهم الجديد ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المالكي
2007-07-30
ان جبهة الشقاق والنفاق لاتعرف غير التهديد والوعيد ولم يستفيدوا من التجربة . وكان رد الحكومة ردا في مكانه راجين نفض الغبار عن ملفات القتل والارهاب لاعضاء هذه الجبهة المشؤومة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك