المقالات

الاعلام الوطني بمواجهة الاعلام الداعشي


يقول: الدكتور - علي الوردي ( 1995-1913) عالم الاجتماع العراقي المعروف في كتابه - دراسة في طبيعة المجتمع العراقي - (( إن من أهم العوامل الفعالة التي ساعدت على استفحال ازدواجية الشخصية العراقية هو ما اتصف فيه أهل العراق من ميل للجدل وولع به.. الواقع إن النزعة الجدلية كانت ولا تزال قوية في العراق ولعلها أقوى فيه منها في إي بلد عربي أو إسلامي أخر)).

هذا القول ينطبق اليوم على الخطاب الإعلامي لدى الكثير من الفضائيات العراقية التي انتهجت خطاب التضليل السياسي وإثارة الفتنة بين الطوائف والقوميات العراقية لتغريرهم وتجهيلهم بعيدا عن لغة العقل باعتبارها لغة مفضلة في خطاب الوعي ومقبولة عند الجميع.

إن مشكلة الخطاب الإعلامي لدى أصحاب التوجهات الطائفية هي الحالة العاطفية الطاغية على هذا الخطاب والحالة الشعارية وحالة الانغلاق على الرأي الأخر بعد رفضه رفضا مطلقا إلى حدود التكفير واستباحة الدماء التي حرمها الله تعالى , وكما هو معروف إن العاطفة جزء ضروري من خطاب الجمهور ولكن من الخطاء الاقتصار على لغة العاطفة في خطاب الجمهور ولا بد من استخدام لغة العقل واحترام ثقافة الأخر وتقبلها بصدر رحب , كذلك احترام شهدائه الذين يقدمهم يومياً فداً للوطن والدين وإطلاق عبارة شهيد عليهم بدل من قتلى و ضحايا.

إن ثمة إخطار وضلالات تنشى عن الخطاب الإعلامي , مثلا خطر التفكير بالكلمات الببغائية وخطر الكلام الفارغ الذي تطلقه بعض الفضائيات العراقية أمثال قنوات ( بغداد, الغربية , الشرقية , العراق ألان , الفلوجة , سامراء , الموصل , الرافدين , التغيير ) وأخيرا التحقت بهم قناة البابلية التي كانت توصف بالمعتدلة أو ما تسمى العلمانية .أغلبها تبث من خارج العراق , لكن جميعها معروفة بنزعتها الطائفية السياسية المقيتة. .

كما إن هناك مجموعات سياسية وإعلامية تتظاهر بالحرص على الديمقراطية وحقها في النقد عندما يكون من مصلحتها شَهر هذا السلاح خصوصاً عندما تكون في موقع ادني , تعاني فيه تسلطا وضغوطا من الموقع الأعلى لكنها سرعان ما تتنكر لهذا الحرص عندما تنتقل إلى الموقع الأعلى ويرفع عنها كابوس الضغط لتمارس تسلطا يفوق التسلط الذي تعرضت له وتكمم الأفواه التي تحاول النقد وتستهدف ذكر الأخطاء لان الكثير منهم لم يتعود ألا على رؤية السلبيات والشك في كل تصرف والتعامل مع المواقف من خلال نظرة مدانة تفترض النوايا السيئة بالآخرين . 

إن للمثقفين اليوم أدباء كانوا ومفكرين دورا أساسيا في بعث نهضة ثقافية وطنية شاملة تتناول تعديلا جوهريا للمفاهيم العامة وطرائق التفكير والتصرف وهذا الدور هو الذي يجب إن يرسموه بأيديهم وان يشرعوا بتنفيذه على غير تمهل أو تأجيل لان عليه تبنى محاولة التحرر الصادق لشعبنا الأصيل المستعد للتحرر من الأفكار البالية التي غزت العراق من دول الجوار وتريد بناء - أمارة داعشية -على غرار أمارة طالبان في أفغانستان .. لنشر الفوضى والعمليات الانتحارية والقتل على الهوية تحت راية علمهم الأسود المتمثل بسواد بصيرتهم, وما هو ألا صراعا بين القوة والضعف وبين العلم والجهل في ادني منطق صحيح. 

فعلى إدارات الفضائيات العراقية تلك إن يتقوا الله في الخطاب ولا يبتغوا مرضاة طوائفهم وأحزابهم فقط فقد يكون فيهم من يستجيب للشعار والعاطفة وقد يكون الخطاب الطائفي والشعاري أسرع قبولا في وسط الجمهور ولكنه خيانة للوطن وللدين نفسه

وأخيرا أقول : لن يستطيع البغدادي وأعوانه ومروجي الفضائيات المشبوهة تحقيق أهدافهم في ظل نظام حكم قوامه ملايين الرجال من قواتنا المسلحة وغيارا العراق ومتطوعي الحشد الشعبي وعشائرنا العربية الأصيلة في تكريت والموصل والانبار وديالى.. وسيرى الداعشيون وأعوانهم أي منقلب ينقلبون ؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك