المقالات

المالكي ... والنملة

1411 17:44:51 2014-08-01

سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل ، ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب لكن يظهر إنها لم تكتفي بما أخذته من العسل بل أنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة و قررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به لكنها لم تستطيع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها
والتصقت بالأرض ولم تستطيع الحركة وظلت على هذا الحال إلى أن ماتت فكانت قطرة العسل هي سبب هلاكها وعدم اقتناعها بما ارتشفته منها كان سبب لنهايتها المريرة ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت ..

بعد أن قرأت القصة أخذت أفكر في حال شعبنا وحال وطننا ، فالوطن هو قطرة عسل كبيرة والمسئول يرتشف منها ، فمن اكتفى بالقليل من عسلها بولاية واحدة واثنتين نجا ، ومن غرق في بحر عسلها قد يهلك ، فالتشبث بالكرسي قد يحلو لصاحبه ويشده ليغرق فيه وأحيانا يغرق الذين معه وقد يؤدي إلى غرق الوطن بكامله .

ففي بالأمس القريب كيف هلك صدام وأعوانه عندما نغمس في السلطة وتشبث بها دون أن يراعي مصلحة الشعب والوطن فكانت نهايته ونهاية أزلامه مخزية . فقد أثر هذا الانغماس والتشبث في تدخل القوى الخارجية من أجل إزاحته مما خلق حالة من الفوضى في جميع مجالات الحياة ، السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية والتربوية و.... ، وأصبح الشعب يعاني منها وعلى الرغم من بذل جهود كبيرة من أجل أصلاحها ولكن أثار هذا الاحتلال باقية فمزقت وحدته وبثت الفرقة الطائفية بين مكوناته ، وقسمته أقاليم ومحافظات على أساس القومية والمذهب والسبب في ذلك الانغماس في السلطة والارتشاف منها أكثر مما يستحق فكانت النهاية مثل نهاية النملة . 

أن الانغماس في ملذات الكرسي والانشغال به دون النظر إلى شرع الله والأخذ بتوصيات المرجعية الدينية قد تؤدي إلى الهلاك . فعندما سقط كرسي رئاسة الوزراء من الجعفري فجاء المالكي وتذوق عسل الرئاسة ، فكان مذاق عسل الرئاسة قد راق له ، فعاد الكره مرة ثانية بولاية ثانية صاحبة الأزمات وأخذ رشفة من الرئاسة لمدة أربع سنوات أخرى ، ثم أراد الذهاب عنها ، لكن يظهر انه لم يكتفي بما أخذه من عسل الرئاسة ، والظاهر انه قرر التدخل في عمق عسل الرئاسة لولاية ثالثة ليستمتع بها أكثر وأكثر على حساب الآلام شعبه التي يئن منها . فكانت المناشدات والنداءات تطلق عليه أن لا يدخل في عسل الولاية الثالثة لكي لا يصاب الشعب بأزمات أكثر مما أصيب بها . ولكن تلك المناشدات والنداءات لم يستجيب لها بسبب انه ذاق عسل الرئاسة وتشبث بها ، فقد تكون الولاية الثالثة سبب لهلاكه بعدم اقتناعه بما ارتشفه من عسل الرئاسة وتكون نهايته مريرة .
فهل يكتفي المالكي من ألثمان سنوات التي حكمها لينجو ، قبل أن يصبح مصيره كمصير النملة ؟!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-08-02
محمد....انت من توافه موقع عراق القانون قبلتكم المالكي اصبح مصيبة العراق وهو الفاصل في وجود العراق كوطن او تتفرق الامه طوائف واحزاب وعشائر اذا كتت لاتعرف ا.ب السياسه لماذا تعلق بتوافه اسيادك الذين اغرقوا العراق مهما يكن السنه والاكراد هم عراقيون ولهم ثقلهم بالعمليه السياسيه وارضائهم ليس عيبا وارضاء جميع طوائف العراق ليس عيبا انما شرفا للسياسي الحقيقي صنمكم انتهت صلاحيته وعليك بلع لسانك وانظم الى شلة الخائبين
الحاج هادي العكيلي
2014-08-02
الاخ ابو علي المحترم .. تحياتي لك .. اشكرك على مرورك وتعليقك .. وجواب السؤال الذي طرحته .اقول لك نعم هناك من السياسيين لم تشبث بالسلطة عندما وجد عدم وجود عليه توافق وطني وهو السيد الجعفري .. فاعطائها لاخر من اجل ان تسير العملية السياسية ببساطة ويسر وعدم خلق التعقيد .. سؤالي لك : هل يفعلها المالكي كما فعلها الجعفري ؟ انا اقول لك لا لانه ذاق عسل الرئاسة وارتشف منها بشراهة .. هل تتوقع ان يعوفها من اجل مصلحة الوطن ؟ !!!!!!!!!!!!!!
ابو علي
2014-08-01
حضرة الكاتب مثل لابأس به ولكن تستطيع ان تعطيني مثال ولو لسياسي واحد اكتفى بمشاركته بعد مشوار من مشاركته في العمليه السياسيه ثم لانقل اعتزل ولكن فسح المجال لغيره وشجعه على المشاركه على اعتبار ان كل من شارك ولمده كافيه عليه ان يفسح المجال لغيره ولايتشبث بالوضع الذي هو عليه وإلايفسر كما في حالة المالكي باعتبار ان اي وضع سياسي يجلب الى صاحبه المنافع ولا يستطيع ان ينكر هذا احدإلا مكابر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك