المقالات

صراحة جنوبية شيعة الموصل ومسيحييها, حالة انسانية واحدة

1612 2014-07-26

الانسانية لا يمكن ان تُقْسَمَ على اثنين, الانسانية هي حالة روحية, تنبع من الضمير, الذي يرفض كل اشكال الظلم, التي يتعرض لها اي انسان, مهما كان لونه, او عرقه, او طائفته, او قوميته.
تشهد مدينة الموصل العراقية, حالات تهجير قسري, من قبل عصابات "داعش", لمكونات مهمة واصيلة من سكنة تلك المدينة.
حيث يتعرض الشبك, والتركمان, والعرب الشيعة, وكذلك المسيحين, الى تهجير ممنهج يهدف الى افراغ الموصل من تنوعها الديموغرافي, لتبقى تلك المدينة تمثل لونا واحدا.
ان منظر العوائل المهجرة, وماحل بها من مصاب, لهو منظر يدمي القلب, ويحتم على اصحاب الضمائر الوقوف جنبا الى جنب لمساندة هؤلاء المهجرون, فبعد ان غابت الدولة تماما عن حمايتهم, ومساعدتهم, لتتركهم ليد الارهاب, اصبحوا هؤلاء بلا حول ولا قوة.
ان الجانب الانساني يستلزم التفاعل مع ما يحصل للعوائل المهجرة, تفاعلٌ تُطَبَقُ آليته على ارض الواقع, من خلال مناشدة المجتمع الدولي لإعلان ما يتعرض له المسيحيون والشيعة في الموصل, بانه جرائم حرب وابادة جماعية, و تقديم المساعدات العينية والعاجلة لهذه العوائل, وعلى جميع المهتمين بقضايا النازحين من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية, ان يأخذوا دورهم, في توفير الدعم للعوائل النازحة, من خلال خطط طوارئ عاجلة تعد لهذا الغرض.

على المجتمع الدولي ايضا, دعم العراق كدولة في مواجهة الارهاب, وتقديم كل مساعدة ممكنة له, سواء أ كانت لوجستية, ام استخبارية, او عسكرية.
المفارقة التي لاحظناها, في ملف تهجير العوائل من الموصل, ان منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والامم المتحدة, وحتى حكومتنا العراقية, قد اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب تهجير المسيحيين, وضجت الدول الاوربية وكل الغرب لهذا التهجير, علما ان عدد المهجرين المسيحين لا يتجاوز بضعة آلاف الاشخاص, كما ان "داعش" اعطت ثلاث خيارات للمسيحين وهي: اما دفع الجزية, او اعتناق الاسلام, او مغادرة الموصل.
لكن تفاعل المجتمع الدولي, لم نره عندما تم تهجير الشيعة من الموصل, وسلب ممتلكاتهم, وهدم دورهم, وقتلهم والتمثيل بجثثهم, الشيعة في الموصل لم يحصلوا على فرصة واحدة للحياة, كان الموت والذبح خيارهم الوحيد.
اكثر من مليون و250 الف شخص هُجِّرُوا, وآلاف قُتِلُوا في بشير, وامرلي, وتلعفر, وطوزخورماتو, والحمدانية وغيرها, لم يتحرك ساكن للمجتمع الدولي, ولكن بضعة الاف حركتهم, لماذا هذا التمييز حتى في المظلومية؟ لماذا يترك الشيعة في الموصل, يلاقون مصيرا اسود دون عون من احد؟ حتى الحكومة العراقية التي تحسب على الشيعة لم تنقذهم.
عودا على بدء الانسانية هي صوت الضمير, وهي من يحرك الانسان للتفاعل مع مظلومية اخيه الانسان, الانسانية ليست حالة انتقائية, تتفاعل مع جهة كونها من لون معين, وتسكت عن جهة أُخرى لكونه يمثل لون اخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك