المقالات

د- احمد الجلبي شوك سياسي..!!

1836 2014-07-17

حسين الركابي

لا شك ان الدكتور احمد الجلبي قدم عرضا ديمقراطيا كبيرا، واطلق رسالة فلسفية في الافق السياسي العراقي، لا يحل طلاسمها كثير من الجالسين تحت قبة البرلمان، اثناء الجلسة لاختيار رئيس مجلس النواب، ونائبيه. 

فقد تمخض ساسة العراق في هذا الشهر الفضيل عن انجاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، وقد حصل الاستاذ سليم الجبوري، مرشح القوى الوطنية"بالاتفاق مع الكتل الاخرى" على الاصوات التي تؤهله ان يتسنم منصب رئيس مجلس النواب العراقي للدورة الجديدة. 
ثم بعد ذلك فتح باب الترشيح للنائب الاول، وكان هناك ثلاثة مرشحين لشغل هذا المنصب، الاستاذ فارس ججو من قائمة الوركاء الديمقراطية، والذي حصل على ستة اصوات، والاستاذ حيدر العبادي من دولة القانون داخل"التحالف الوطني" الذي حصل على149 "بالاتفاق مع جميع مكونات التحالف الوطني". 

وفاجأ الدكتور أحمد الجلبي جميع الحاضرين تحت قبة البرلمان، ومعهم الشعب العراقي، عندما اعلن ترشيحه لشغل هذا المنصب"منفردا وبدون اتفاق مسبق"، ولم يعقد صفقات خلف الكواليس، التي اعتدنا عليها منذ سقوط النظام البعثي عام 2003، حيث اصبح كل شيء يتم تقسيمة خلف ابواب رؤساء الكتل. 

هذه الرسالة لها مضامين كثيرة، وابواب عدة، ومن يقرأ بين سطورها يجدها تجسد الديمقراطية الحقيقية، التي نسعى اليها اليوم؛ حتى نعيش بأمن وسلام في بلد الانبياء، والأولياء، والصالحين؛ حيث قرأه بين سطورها الدكتور ابراهيم الجعفري"رئيس الائتلاف الوطني"، حين قال الدكتور احمد الجلبي ليس ساعيا لهذا المنصب، وانما اراد ان يوصل رسالة، وها هي قد وصلت، وعلى جميع الساسة ان يفهموها جيدا. 
فقد جاءت هذه الرسالة في وقت محتدم بين الكتل السياسية العراقية، وفي ظروف غير اعتيادية، لكن عالجت كثير من المفاهيم الخاطئة، التي اصر عليها بعض الساسة، واصحاب مفهوم"الاغلبية السياسية" قبل 30 نيسان، وفي الماراثون الانتخابي، الذي جاءت نتائجه بما لا تشتهي السفن؛ حتى اصبح هؤلاء بين ليلة وضحاها، يتسكعون على ابواب رؤساء الكتل، والاحزاب، والشخصيات الاخرى؛ من اجل الحصول على نقطة ضوء في نهاية نفقهم المظلم، والمليء بالمشاهد المؤلمة، والتخندقات الطائفية، والحزبية، والمناكفات السياسية، والمصالح الشخصية، والانهيارات الامنية، والفساد السياسي، والمالي؛ الذي استشرى في جميع مفاصل الدولة، ومؤسساتها. 

اليوم سقطت الارقام الكبيرة، التي كان يتكلم بها بعض ساسة العراق، امام تلك الرسالة الرهيبة، والمدوية بين الاوساط السياسية؛ وهي بمثابة"dc شوك كهربائي" لأصحاب الضمائر النائمة، والقلوب التي اصابها الضمور السياسية، وتعريفهم بحجمهم الحقيقي، ومدى مقبوليتهم في الفضاء الوطني، والسياسي العراقي...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك