سامي جواد كاظم
لو تمعنا في الالتباسات التي يعتقدها ممن لا يفقه اقوال وافعال الائمة عليهم السلام سنجد ان مصداق هذه الاقوال التي تبعد الالتباس عنها هي الاحداث التي تتعرض لها الامة الاسلامية لتكون اصدق دليل على علم الائمة عليهم السلام
ومن بين محطات التاريخية التي يحاول البعض تجييرها لرايه القاصر واخر يجيرها لرايه الخاسر هو صلح الامام الحسن عليه السلام مع الطاغية معاوية ، فمنهم والوهابية على شاكلتهم يدعون انها الشرعية لخلافة معاوية من امام من ائمة الشيعة ، ومنهم يرى ان الحسن عليه السلام اخطا في صلحه معاوية وقد سئل عن سبب الصلح فجاء الجواب شافي وكافي ومقنع ومردع عندما سأله أبو سعيد ، قال قلت للحسن عليه السلام يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ؟.
قال عليه السلام: يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية هي علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفّار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل. يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة.
وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ألا ترى الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي؛ هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل»(علل الشرائع: الصدوق: ج1، ص 211).
وحتى نثبت صدق ماذهب اليه الامام الحسن عليه السلام تعالوا لنتفحص اعمال معاوية لما استلم الخلافة بعد صلح الحسن عليه السلام ؟ اولا انه تجرا على ابي الحسن عليهما السلام بالسب من على المنابر ، واصدر قرار برئت الذمة من كل موال لعلي ، وكذلك رد شهادتهم ، وزاد على ذلك امر بقتلهم والتنكيل بهم والشهيد حجر بن عدي وابنه شاهدان على ذلك ، فاذا كان معاوية عقد صلح مع الحسن وهكذا تصرف مع شيعة علي عليه السلام فكيف اذا كانت الحرب قائمة مع علم الحسن عليه السلام بتخاذل وخيانة من حوله واكد ذلك بقوله "والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً، فوالله لأن أسالمه وأنا عزيز، خير من أن يقتلني وأنا أسيرهُ، أو يمنّ عليّ فتكون منّة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منّا والميت"(الاحتجاج للطبرسي: ج2، ص10)
لنستفيد من هذا الدرس ولتستفيد الحكومة اولا ، فاذا كان الامام يستحق الخلافة بامر من الله عز وجل تنازل عنها ، فاذا كان الاستحقاق الهي تنازل عنه الحسن عليه السلام فكيف بالاستحقاق الانتخابي ؟ وسبب التنازل كثرة الارهابيين والمتخاذلين والخونة بين صفوف الحسن عليه السلام، وتصريحات الحكومة ان هنالك ارهابيين وخونة بين صفوف الحكومة ، وجاء تنازل الحسن عليه السلام لكي يحفظ دماء الشيعة ، وانتم الفائزون الا يجدر بكم صيانة وحفظ دماء الشعب العراقي ؟ فاذا كان الحسن عليه السلام سلم الخلافة لطاغي وباغي بالتنازل فانتم افضل حالا عند التنازل فالذي يستفيد من التنازل و يراس الحكومة على اقل تقدير ليس من اتباع معاوية .
https://telegram.me/buratha