المقالات

القرار الصريح في الزمكان الصحيح..!

1349 18:20:54 2014-06-26

كاظم الخطيب

حكومة هلامية، وبرلمان بانورامي، ودستور ملغوم، وسياسيون طائفيون، وغياب وطني، وحضور إقليمي ودولي، وأجنداة متباينة متفاوتة متناحرة، تعصف بذهنية عطشى، لصحوة ضمير، وسراج منير، وقائد محنك خبير.
بيئة سياسية موبوءة بذلك كله؛ لا يمكن أن تشهد منظراً إيجابياً، ولا تلاحماً وطنياً، ولا بناءً جوهرياً، ولا جيشاً عقائدياً.. تلك هي بيئة العراق اليوم.
بيئة من التنافر، والتناحر، والتحزب، وتخوين الآخر، والإستئثار بالمناصب والسعي وراء المكاسب على حساب المبادئ والقيم والتفريط بحقوق عامة الشعب.
مما أفرز حكومة متشظية، بقرارات طائشة، وتصورات مريضة، أفضت إلى ممارسات خطيرة، من خلال إرتباط رأس الحكومة وعميدها، بالعناصر البعثية، التي قامت وبشكل تدريجي، بتشكيل نخبة عسكرية إضطلعت بالوظيفة الأمنية، وإحتكرت القرار الميداني، وتحكمت بالجهد الإستخباري.
كانت تلك النخبة تهدف إلى إحكام قبضتها على قمة الهرم السياسي، وصولجان السلطان العسكري؛ فعمدت إلى تجريده من نقاط قوته، وإقناعه بأن ذلك هو عين الصواب.
فأوحت إليه بالإنقلاب على شركاءه السياسيين، وحلفاءه الستراتيجيين، وزينت له ضرب المرجعية ، ومحاصرتها، والحد من دورها، وإعتبارها منظمة مجتمع مدني، فكان ذلك أول الهجوم الداعشي على العراق، والذي كانت خطوته الأولى هي تجريد الحكومة من نقاط قوتها، وخلق الفجوة بين المواطن وبين أداءه العسكري والجهادي، تجاه دينه ووطنه.
عندما توهمت الخلايا البعثية المريضة، بأنها قد نجحت في تحقيق أهدافها، وأنها باتت تتحكم في المفاصل العسكرية والسياسية للدولة، أماطت اللثام ، فظهر ذلك الوجه القبيح، وبحركة غدر- كما هو شأنها دائماً- مستعينة بالخونة المتواطئين، والنواصب التكفيريين، بإحتلال الموصل، وتسليط القتلة والمجرمين، من مجاهدي الشهوات الثلاث- القتل، والأكل، والنكاح- غير مكترثين لشرف المخدرات، ولا للأرواح والممتلكات.
إستطاع البعثداعشيون بتلك الحركة الغادرة من مفاجئة الحكومة، التي وجدت نفسها عاجزة مذهولة، لا تملك من الأمر شيئاً.. فلا حلفاءً تهب لنصرتها، ولا جيشاً يخوض معركتها، ولا شعباً يهبها ثقته، فضلاَ عن روحه ودمه.
عصفت في البلاد ريح من الخوف والدهشة والترقب لما ستؤول إليه الأمور، بعد ورود أنباء عن إنكسار الجيش، وتخاذل القادة العسكريين، وتقدم فلول داعش، وإعلان زنديقهم الأكبر أبو بكر البغدادي بأنهم لن يتوقفوا؛ حتى يصلوا الى كربلاء والنجف.
عجزت القيادات السياسية والعسكرية عن إتخاذ قرار واضح، كما عجزت جميع الأمور المادية التي تفتقر إلى تسديد وعون الباري عز وجل- وإذا بصاحب التأييد، وولي التسديد، والفكر الرشيد، يفجر بركان صمته، ويسمع العالمين هدير صوته.
نعم.. فإنها بيضة الإسلام، وهو المعني في الحفاظ عليها، والذود عنها، حتى يسلم الأمانة إلى أهلها، لقد كان قراراً صريحاً، في الزمان والمكان الصحيحين، والذي دعى فيه حبر الأمة، ونائب الأئمة،إلى الجهاد الكفائي وحمل السلاح ، لمساندة الجيش، ومقاتلة النواصب التكفيرين، والذود عن الحرمات، وحفظ أمن البلاد، وسلامة أرواح العباد.
فإنقلبت الهزيمة نصراً، وإستحال الذل عزاً، وهتف الشعب كل الشعب لبيك ياعراق، فرقابنا لك جسرا، ولن نخالف للمرجعية أمرا، وسنذيق أعداءك مرا،فإن بعد العسر يسرا، إن بعد العسر يسرا. 
رجل بهذا القدر من الحكمة، وبهذه الدرجة من القوة، وبهذه المنزلة من القلوب، لهو ثروة يفتقر إليها كثير من الشعوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك