المقالات

لا تلعب .... بالنار

1426 02:01:10 2014-06-24

الحاج هادي العكيلي

في الوقت الذي يظن فيه المالكي المحاط بالمشاكل ، إن وجوده ضروري لصد هجمات داعش ، ولكن يدرك معظم الشيعة في العراق قبل السنة إن المالكي الضحى جزءاً من معضلة البلاد وليس الحل .
إن الأزمة الدائرة في العراق هي نتيجة للانقسامات السياسية التي تفاقمت ، وكان ممكن للقادة السياسيين تجاوز هذه الخلافات . وبعد الأزمة الحالية باستيلاء عصابات داعش على الموصل وغيرها من المناطق ، تعالت الأصوات التي تحمل المالكي مسؤولية ما ألت إليه الأوضاع ، وتزايدت دعوات المطالبة بتنحيته عن الحكم . 
يعتبر البعض إن الصراع الدائر في العراق هو صراع طائفي ، وهذا ما تسعى إليه الإطراف المعادية للعملية السياسية في العراق ، حتى من ضمنها أمريكا لكون الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في العراق كانت ناجحة دون وجود القوات الأمريكية في العراق وهذا ما أغاض الأمريكان فدفعت عملائها في الداخل والخارج إلى زعزعت الأمن في المناطق السنية خاصة ، والمطالبة بتنحي المالكي بصورة علنية أو تلميح .
لقد ربطت القوى الكبرى وحدة العراق أرضا وشعباً بتنحي المالكي من منصبه الذي يسعى إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية والتي ترفض تلك القوى هذا المبدأ ، وهذا جاء متناسقاً مع دعوة المرجع الديني السيد علي السيستاني ( دام ظله الوافر ) والتي حث فيها على تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، تحظى بإجماع قومي عريض وتتجاوز أخطاء الماضي في أول انتقاد مبطن لحكومة نوري المالكي .
إن تمسك المالكي بتشكيل الحكومة المقبلة سيدفع البلاد إلى كثير من الأزمات وأولها تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء للسنة والشيعة والأكراد ، وهذا ما يهدد أمن المنطقة بكاملها وحدوث نزاعات بين الإطراف الإقليمية الذي يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه ، وخاصة تركيا التي تخاف من انتقال مشاعر الانفصال إلى الأقلية الكردية فيها . 
أن استقرار العراق وبقاءه كدولة موحدة هو مسعى الدول الصديقة والمحبة للعراق وفي مقدمتها إيران التي لا ترغب بعودة المعادلة السابقة ويكون على حدودها الغربية خطريهدد أمنها ، لذا تسعى بكل قوتها وتأثيرها على القوى السياسية العراقية الشيعية والسنية والكردية إلى تدارك الوضع والمحافظة على وحدة العراق واستقراره حتى ولو تطلب الأمر إبعاد المالكي من تشكيل الحكومة المقبلة . 
إن محاربة التطرف في العراق مسؤولية جميع الإطراف وليس الطرف الشيعي ، فكان نداء المرجعية الدينية إلى جميع العراقيين وليس إلى الطرف الشيعي فقط لمحاربة عصابات داعش الإرهابية التي دنست بعض الأراضي العراقية ، فهب العراقيون على مختلف طوائفهم وأديانهم ومذاهبهم لقتال داعش وأعوان داعش من القاعدة والبعث الإرهابي وكان الشيعية في مقدمة الصفوف لتعطي الطمأنينة إلى العراقيين السنة لمحاربة التطرف في بلادهم وهو ما قد يعطي دافعا لهم نحو محاربة التطرف الداعشي وخاصة في مناطقهم التي دنست من قبل العصابات التي انتهك الأعراض وأباحت قتل البشر بدون ذنب . فالعراقيون لبوا نداء المرجعية الدينية بفتوى الجهاد الكفائي لإخماد نار الفتنة ، ومحاربة العصابات التكفيرية . 
إن إخماد نار الفتنة أصبح واجباً على كل العراقيين بالتعاون مع المرجعية الدينية ، وإنهم قادرون على ذلك ، ولكن قد تعيقهم أمراُ مهم هو إصرار المالكي ببقائه في السلطة مما يشكل خطراً على البلاد ، كما شكل إصرار المجرم صدام دمار للبلاد من قبل فلعب بالنار فكان مصيره الهلاك . نقول لا تلعب بالنار ... تحرق أصابعك ... وتحرق أصابع الشعب معاك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك