المقالات

لا تلعب .... بالنار

1305 02:01:10 2014-06-24

الحاج هادي العكيلي

في الوقت الذي يظن فيه المالكي المحاط بالمشاكل ، إن وجوده ضروري لصد هجمات داعش ، ولكن يدرك معظم الشيعة في العراق قبل السنة إن المالكي الضحى جزءاً من معضلة البلاد وليس الحل .
إن الأزمة الدائرة في العراق هي نتيجة للانقسامات السياسية التي تفاقمت ، وكان ممكن للقادة السياسيين تجاوز هذه الخلافات . وبعد الأزمة الحالية باستيلاء عصابات داعش على الموصل وغيرها من المناطق ، تعالت الأصوات التي تحمل المالكي مسؤولية ما ألت إليه الأوضاع ، وتزايدت دعوات المطالبة بتنحيته عن الحكم . 
يعتبر البعض إن الصراع الدائر في العراق هو صراع طائفي ، وهذا ما تسعى إليه الإطراف المعادية للعملية السياسية في العراق ، حتى من ضمنها أمريكا لكون الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في العراق كانت ناجحة دون وجود القوات الأمريكية في العراق وهذا ما أغاض الأمريكان فدفعت عملائها في الداخل والخارج إلى زعزعت الأمن في المناطق السنية خاصة ، والمطالبة بتنحي المالكي بصورة علنية أو تلميح .
لقد ربطت القوى الكبرى وحدة العراق أرضا وشعباً بتنحي المالكي من منصبه الذي يسعى إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية والتي ترفض تلك القوى هذا المبدأ ، وهذا جاء متناسقاً مع دعوة المرجع الديني السيد علي السيستاني ( دام ظله الوافر ) والتي حث فيها على تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، تحظى بإجماع قومي عريض وتتجاوز أخطاء الماضي في أول انتقاد مبطن لحكومة نوري المالكي .
إن تمسك المالكي بتشكيل الحكومة المقبلة سيدفع البلاد إلى كثير من الأزمات وأولها تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء للسنة والشيعة والأكراد ، وهذا ما يهدد أمن المنطقة بكاملها وحدوث نزاعات بين الإطراف الإقليمية الذي يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه ، وخاصة تركيا التي تخاف من انتقال مشاعر الانفصال إلى الأقلية الكردية فيها . 
أن استقرار العراق وبقاءه كدولة موحدة هو مسعى الدول الصديقة والمحبة للعراق وفي مقدمتها إيران التي لا ترغب بعودة المعادلة السابقة ويكون على حدودها الغربية خطريهدد أمنها ، لذا تسعى بكل قوتها وتأثيرها على القوى السياسية العراقية الشيعية والسنية والكردية إلى تدارك الوضع والمحافظة على وحدة العراق واستقراره حتى ولو تطلب الأمر إبعاد المالكي من تشكيل الحكومة المقبلة . 
إن محاربة التطرف في العراق مسؤولية جميع الإطراف وليس الطرف الشيعي ، فكان نداء المرجعية الدينية إلى جميع العراقيين وليس إلى الطرف الشيعي فقط لمحاربة عصابات داعش الإرهابية التي دنست بعض الأراضي العراقية ، فهب العراقيون على مختلف طوائفهم وأديانهم ومذاهبهم لقتال داعش وأعوان داعش من القاعدة والبعث الإرهابي وكان الشيعية في مقدمة الصفوف لتعطي الطمأنينة إلى العراقيين السنة لمحاربة التطرف في بلادهم وهو ما قد يعطي دافعا لهم نحو محاربة التطرف الداعشي وخاصة في مناطقهم التي دنست من قبل العصابات التي انتهك الأعراض وأباحت قتل البشر بدون ذنب . فالعراقيون لبوا نداء المرجعية الدينية بفتوى الجهاد الكفائي لإخماد نار الفتنة ، ومحاربة العصابات التكفيرية . 
إن إخماد نار الفتنة أصبح واجباً على كل العراقيين بالتعاون مع المرجعية الدينية ، وإنهم قادرون على ذلك ، ولكن قد تعيقهم أمراُ مهم هو إصرار المالكي ببقائه في السلطة مما يشكل خطراً على البلاد ، كما شكل إصرار المجرم صدام دمار للبلاد من قبل فلعب بالنار فكان مصيره الهلاك . نقول لا تلعب بالنار ... تحرق أصابعك ... وتحرق أصابع الشعب معاك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك