المقالات

فرار .... القادة

1069 02:39:43 2014-06-12

الحاج هادي العكيلي

هل أصبح الفرار هو القرار النهائي للقادة والمسئولين في حكومة المالكي ؟!! فالفاسدين والحراميه أصبح طريقهم هذا ، ومن غير المعقول إن يكون قرار القادة العسكريين هو الفرار من سوحي المعارك . وبعد تسلل المتطرفين الإرهابيين من تنظيم دولة العراق والشام ( داعش ) والقاعدة إلى مدينة الموصل ، وتنفذيهم لمخططاتهم الإرهابية بارتكاب جرائم إنسانية بحق الأبرياء من المدنيين ، ولاسيما مع وضوح نوايا الإرهابيين والجهات المنتمين إليها . فقوات الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب على طول السنوات السابقة قد قتل العديد منهم وضرب طوقاً حول مناطق تواجد الإرهابيين ، وهذا نابع من حبهم للوطن وتمسكهم بثوابتهم الوطنية ووحدة العراق التي لم يستطع الإرهاب بكل ما أوتى من جبروت الإساءة إليها . إن هذا الموقف الصلب لقواتنا المسلحة في القتال بالقضاء على المجاميع الإرهابية وتطهير المدن والأقضية والنواحي والقرى منهم بالكامل وإسقاط كل رهانات أعداء العراق ومن يقف وراء هذا الإرهاب لتمزيق اللحمة الوطنية . 
لقد كشفت الإخبار إن القيادات الأمنية التي كانت مقربة من المالكي والذي كان يعتمد عليها اعتمادا كبيراً على الرغم من النقد الموجه لهم من القيادات السياسية بضعف ولائهم الوطني والى العملية السياسية الجديدة في العراق ، بأنها أصدرت أوامرها إلى القوات المسلحة المرابطة في مدينة الوصل بأخلاء مقراتهم وخيرتهم بين ترك المعدات ونقلها ، وهروبهم بطائراتهم بعد أمر الإخلاء . 
لقد أصبحت مدينة الموصل والمناطق القريبة منها تحت سيطرة جماعات داعش دون مواجهات تذكر مع وحدات الجيش العراقي المتمركزة في هذه المناطق ، والسبب لمغادرة القادة مواقعهم دون التصدي لجماعات داعش ، بينما نجد الحكومة قد أعلنت التعبئة العامة وإعادة هيكلية الأجهزة الأمنية وخططها ، علماً إن السيد عمار الحكيم قد دعا مراراً وتكراراً إلى إعادة هيكلية القوات الأمنية ووضع إستراتيجية جديدة تتلاءم مع التطورات الأمنية الحاصلة في البلد ، وإعادة في الخطط العسكرية المعمول بها .
إن ما وصلت إليه الأوضاع في العراق تتحملها حكومة المالكي بفعل سياستها التي ظلت بعيدة عن متطلبات بناء الدولة العراقية على أرضية وطنية جامعة لكل مكونات الشعب العراقي بعيداً عن النعرة الطائفية والمذهبية .
لقد أثبت الواقع إن الظواهر المتطرفة في العراق يرجع إلى سلبية الحراك الشعبي جراء ما أصابه من إحباط جراء ممارسات النخب السياسية الحاكمة والى الأداء الحكومي الغارق في المحاصصة السياسية والفساد والمحسوبية . إن التصدي لظواهر المتطرفة مثل تنظيم داعش يجب أن ينطلق من مراجعات سياسية جادة معنية بها الحكومة وكل القوى السياسية العراقية . فالحل لا يمكن أن يتحقق من مدخل الاعتماد على القوة العسكرية المجردة ، بل يعتمد على رؤى سياسية جديدة تغادر فيها المصالح الفئوية الضيقة والابتعاد عن شعار ( ما نطيها ) إلى هدف اشمل هو إعادة بناء الدولة العراقية على أسس صحيحة قبل فوات الأوان .
إن فرار القادة قد تصبح ظاهرة وتستفحل وتأخذ مسارات أخرى في يوم من الأيام إذا ما عولجت بالقوانين والإحكام الرادعة حتى تحد من سوء الإدارة العسكرية التي فقدت الثقة بها بهزيمتها أمام جماعات داعش ، مما جعل الكثير أن يصاب بالذهول والصدمة من انهيار المؤسسة العسكرية بهذا الشكل ،وإذا ما بقي الحال على حاله ، فقد يؤدي إلى فرار القائد العام للقوات المسلحة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك