المقالات

متى ستشكّل الحكومة القادمة ؟!

1000 18:39:44 2014-06-07

محمد حسن الساعدي

انتهت مرحلة الانتخابات ، ومرت بسلبياتها وإيجابياتها ، ورغم الخلل والخروقات التي شابتها ، الا انها عكست وعياً لدى الناخب في ضرورة المشاركة الفاعلة ، والعمل على التغيير الى الأفضل ، كما انها بحسب الاستطلاعات والقراءات ليست فقط المحلية بل الإقليمية والدولية أكدت انها كانت ديمقراطية وعلى مستوى عالي من الثقــــــــــــــافة السياسية لدى الناخب . ومع نهاية مرحلة الانتخابات ، دخلنا مرحلة التحالفات والمفاوضات والحوارات ، فمنها ما كان بصوت خفي ومنها ما كان يسمع ضجيجه ، ومنها ماكان يختبأ بعيدا وينتظر من يسير لكي يسير معه ؟!

التحالف الوطني الوحيد الذي انقسم على نفسه ، بين الائتلاف الوطني الذي يتزعمه المجلس الاعلى ، ودوله القانون بزعامة المالكي ، والاثنان يسعون الى تحقيق النصاب القانوني ، وإيجاد المرشح الذي يحضى بمقبولية وطنية ، والسير به نحو الفضاء الوطني وتشكيل الحكومة القادمة ، الا ان هناك فرقاً واضحا بين الرؤيتين ، فرؤية الائتلاف الوطني هو العودة الى التحالف الوطني ، وإعادة بناء وهيكلة نظامه الداخلي ، وإيجاد المرشح الذي يحيى بمقبولية جميع أعضاء التحالف ، والروية الاخرى التي يتبناها دوله القانون ، في سعياً منه الى الحصول على الأغلبية السياسية والمضي نحو تشكيل الحكومة برئاسة السيد المالكي . 

الرؤيتان يمكن تحقيقهما ، وليس في السياسية شيء صعب ، الا ان رؤية دولة القانون ستلاقي صعوبات كثيرة وكبيرة ، لانها لا تقوم على شراكة الكتل الكبيرة الفائزة ، بل على "قضم " الشخصيات من الكتل بالترغيب والترهيب بملفات فساد لديهم ، والتهديد اما بالدخول في تحالف مه القانون او التعرض للمساءلة القانونية والتشهير به . 

الروية الثانية ، تملك مقومات النجاح لانها قائمة على أساس الشراكة الحقيقة للمكونات ، بمعنى آخر شراكة المكونات جميعها ، فيظهر شخصية قوية من الشيعة ، ومن السنة والأكراد ، والسعي الى تشكيل هذا التحالف القوي ، صاحب القرار ، والذي يملك الروية والحل لجميع المشاكل التي يمر بها البلاد . 

دعونا نعترف جميعاً ان هناك مشكلة اليوم في تشكيل الكتلة الأكبر ، فلا يوجد شيء حقيقي اسمه الكتلة الأكبر ، خصوصاً مع التحرك الفردي الذي تقوم به دولة القانون في الحصول على الأغلبية السياسية والتي تؤهلها الى تشكيل الحكومة القادمة بمرشحهم الوحيد، وهذا الشي الاخر سبّب مشكلة وإحراج للتحالف ، فاعلان مرشح دولة القانون سبب مشكلة هو الاخر ، وهذا يعني جوابا على التساؤل ، لا توجد أغلبية ؟! بمعنى اخر لا يوجد شيء اسمه التحالف ، وما يخرج إلينا في الاعلام ليست الا جلسات بروتوكولية لا تخرج كونها مجاملات ، وكسب الوقت لا اكثر ،،، والا اين اللجنة الثمانية التي من المفروض ان تسعى الى بناء التحالف الوطني وإعادة ترتيب النظام الداخلي للتحالف ، فأين هي اليوم وماذا قدمت ؟! 

اليوم وبموجب الدستور العراقي، على الرئيس العراقي طلب عقد البرلمان بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، لكن الرئيس الحالي جلال طالباني لا يزال في ألمانيا حيث يخضع للعلاج، فمن المتوقع أن يقوم نائب الرئيس الثاني خضير الخزاعي بهذه المهام. وسيتعين على النواب اختيار رئيس للبرلمان ورئيس للبلاد، بالإضافة إلى اختيار رئيس للوزراء لتشكيل الحكومة المقبلة، كما ان الاطراف السياسية تنتظر مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات كي تمنح الكتلة الاكبر عبر نتائج الانتخابات مهمة تشكيل الحكومة.

ولاتزال المفاوضات المبدئية عسيرة من الناحية النظرية لتشكيل حكومة، إذا أن ائتلاف دولة القانون الفائز بـ90 مقعدا نيابيان من اصل 328 ، الذي يصر على تولي زعيمه المالكي ولاية ثالثة إلا أن هذا الطرح لا يلقى مقبولية معي الكتل الفائزة ، وهذا الشيء هو الاخر يسبب تأخيراً في تشكيل الحكومة القادمة . على التحالف الوطني ،بشقيه النظر الى مصلحة وآمن العراق وشعبه ، خصوصاً مع المخططات المدروسة في اعادة ملف الطائفية ، وإبقاء العراق يعيش آتون حرباً لا تنتهي ، وإطالة أمد هذا الوضع ،لان هناك من يستفيد منه سياسيا وأمنياً وكسب وتوجيه الرأي العام نحو الخطر الذي يهدد العراق ، وآخرها احداث سامراء التي كانت شابها الكثير من علامات الاستفهام ، خصوصاً وعندما نذهب الى مدينة سامراء نشاهد الآلاف من القوات الأمنية التي تمسك الارض بقوة وحرص على أمن وسلامة الزائرين ؟! 

لهذا يجب الإسراع بتشكيل الحكومة ، والسعي الى تشكيل الكتلة الأكبر ، وهنا أقول في عدم التعويل على التحالف الوطني والاتفاق على مرشح التحالف الوطني ، والسعي الى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية القادرة على النهوض بهموم العراق وبناء دولة المؤسسات والمواطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك