المقالات

فئران التجارب

1496 2014-05-22

عمار جبار لعيبي الكعبي

سمعنا ونسمع ان هذا المصطلح خاص بمخلوق معين يتم اجراء التجارب عليه ، كالعلاجات واختبارات المحاليل الكيميائية ، الغاية منها مصلحة الانسانية جمعاء ، ولم نسمع في يوم من الأيام بان تختلف الأدوار ويصبح الانسان هو فأر التجارب ، والطامة الكبرى ان شعوب بأكملها أصبحت فئران تجارب للعديد من الدول سواء لتجارب السلاح والمتفجرات او العلاجات او الأغذية وأخيرا للنظريات سياسية ، فمنذ عام 1991 م تم استخدام مختلف الأسلحة السامة والمحرمة دوليا تجاه الشعب العراقي الأعزل الذي لا يعرف في الحياة سوا ان يكون منقادا وليس له رأي غير ترديد الشعارات والتصفيق وراء من يطلق عليهم رجال المراحل ، ففي كل عقد نجده يتبع شخصا معينا ، حتى رفع البعض شعار " بالروح بالدم نفديك ياهو الجان " ! وكأن أرواحهم ودمائهم ملك لآسيادهم الوضيعين الذين يتاجرون بدمائهم وأموالهم وأعراضهم ووطنهم مقابل مكاسب مرحلية وحينية شخصية ، يكون الشعب اخر المستفيدين منها ( أن علم بها أصلا ً ) ، وتراه يدافع عن مستغليه ويستقتل من اجلهم ، ولم يعلموا ان السياسي يؤيَد ولا يتبْع ، لان السياسي تحركه مصالحه لا مصالح شعبه ، فلو عدنا ونظرنا الى تاريخ الشعب العراقي سيتضح لنا بانه فأر تجارب لا اكثر ، وهو مالك المختبر وهو من يجري التجارب على نفسه وبأرادته ، وكأنه يستمتع بذلك لان ذلك يرضي لديه غريزة طبعت في نفسه وتم تجذيرها فيه وهي انك لا تستطيع قيادة نفسك فدع غيرك يقودك ولا تتحمل عناء المحاولة ، والسعيد من اكتفى بغيره ، ومجموعة من هذه التفاهات التي يتم إيصالها الى عقول الناس بصورة غير مباشرة ، ولكن بصورة منتظمة ومدروسة ومخططة ، لانه ان استلم زمام إدارة شؤونه فسيكون خطرا ً على جميع من حوله ، وهذا جملة صحيحة وخاطئة بنسبة معينة ، ولكني أفضل ان أكون خطرا ً على غيري أفضل من ان يكون غيري هو الخطر المحدق بي ، ولا اعلم الى أين يسير بي وما هي النهاية المنتظرة من ذلك ، وصدق صاحب المقولة التي دائماً ً تشعرني بالفخر حين أسمعها " لا تقولوا عِراق وإنما قولوا عُراق ، لان العراق لا تكسر عينه " ! ، فالعراق لم يكن يوما ً كما هو اليوم ، حطبا ً ونار تدفئ كل من سبح َ في نهر الفرات وشعر ببرد ، فنحن ننتظر من العراق ان يكون في الصدارة لانها تستحقه وليس العكس .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك