المقالات

الكهرباء ولعبة القط والفأر

1879 2014-05-14

لازالت الكهرباء, تشكل المعضلة الرئيسية, التي استعصت -كما يبدو- على الحل.
الكهرباء وقبل الانتخابات البرلمانية الفائتة, شهدت تحسن كبير, ووصل التجهيز الى 24 ساعة يوميا, الامر الذي دفع وزارة الكهرباء لإيقاف بعض الوحدات التوليدية عن العمل, حسب قول المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء.
هذا الحال وبُعَيد الانتخابات, تغير بصورة مناقضة تماما, فالكهرباء عادت الى شحتها, ووصلت ساعات التجهيز الى مستويات متدنية, وعاد الجدل واللغط حول الموضوع, بين سخط شعبي, وبين تبريرات المسؤولين, وكلا يلقي باللائمة على الوزارة الاخرى او المسؤول الاخر.
فوزارة الكهرباء عن نفسها, صرحت على لسان متحدثها بالقول "ان هناك جهات غير مسؤولة تحاول تعطيل هذه الخدمة عن المواطنين" الامر الذي حدى برئيس الوزراء نوري المالكي, بتوعد كل من يثبت له يد في تردي هذه الخدمة كائن من كان.
يستمر التردي, ويزداد تبرم المواطنين من الوضع, حتى وصل الناس الى قناعة, ان تحسن الكهرباء كان لأهداف انتخابية, وهو امر عجيب, كيف تتحسن الكهرباء وتستقر لأسابيع ثم فجأة تنحسر هذه الخدمة؟!
هنا يبرز الصراع القديم الجديد, مابين وزارة النفط ووزارة الكهرباء, فالكهرباء من جانبها القت باللائمة على وزارة النفط, لتلك الاخيرة في تزويد المحطات التوليدية بالوقود اللازم, الامر الذي بررته وزارة النفط, بان سوء الاوضاع الامنية في بعض مناطق العراق, هو من اسهم بشكل كبير في عدم امكانية تجهيز الوقود للمحطات, وهنا يبرز تساؤل اخر ولوزارة النفط تحديدا هذه المرة, أين كان الوضع الامني في ايام ماقبل الانتخابات؟!
هذا الجدل بين الوزارتين, دفع مرة اخرى بالسيد رئيس الوزراء نوري المالكي, بعقد اجتماع عاجل مع وزيري النفط والكهرباء, وكبار المسؤولين في تلكا الوزارتين, لحلحة الامور, ومعرفة الاسباب الحقيقة التي أدت الى تردي الخدمة, وبروز مشكلة الكهرباء الى السطح مرة اخرى.
بعد هذا الاجتماع لم يطرأ شئ, ولم نفهم او نعرف من المسبب في تردي الخدمة, ومن هو الملام على هذا الحال الذي وصلت اليه الكهرباء.
ويبدو ان الكهرباء اصبحت مشكلة عصية على الحل, وقف المسؤول العراقي وباعلى مستوياته عاجزا عن حلها.
الصيف في بداياتها, والناس تنتظر تحسن الكهرباء, لكن يبدو ان لا حلول سريعة في الافق, لتظل الكهرباء شحيحة, وتعيش حالة المطاردة الازلية بين القط والفأر, ابطالها وزارتي الكهرباء والنفط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك