المقالات

قلعة التحالف، وشراكة المتحدين المنتصرين

1141 2014-05-13

علي محسن الجواري

التنافس بين بني ادم، ليس بالأمر الجديد، ورغم اختلاف الأسباب، والمبررات، وأدوات حسم التنافس، الذي قد يتطور ويتحول إلى صراع، إلا أن الهدف المنشود واضح، الهيمنة واثبات صحة الرأي، كلنا سمع أو قراء قصة هابيل وقابيل، وعلى نفس النهج سار باقي النسل، ظالم ومظلوم، قاتل ومقتول، وكل يدعي الحق لنفسه، وما بين أرجل الجبابرة، ثمة من يسحق، ليعتبر بعد ذلك شهيد الصراعات.
أما التنافس في أيامنا هذه فهو بالشكل أجمل، وبالمضمون أقسى، يكون الموت في كثير من الأحيان غاية السعادة، وألذ الخسائر، مقابل تثبيت مبدأ، وإحقاق حق، والحياة منتهى البؤس، وأمر الانتصارات، بضياع المبادئ ، وغلبة الباطل.
وبعد انتهاء المنافسة الانتخابية بين الأخوة، في ملحمة الانتخابات، وانتظار النتائج النهائية، بعد أن عرف عنوان الكتاب، وقرأت مقدمته، هرع كل فريق وكل طرف من المنتصرين، إلى إجراء مباحثات أولية، معلنة وسرية، لوضع التفاهمات لتشكيل الحكومة القادمة، وكل ذهب بطبيعة الحال، إلى من يقترب منه في نقاط معينة، قد لا تشكل فارقاً أساسياً ويمكن التفاوض عليها، وان وجدت نقاط خلاف جوهرية فان بعض الكتل السياسية، قد لا يعتني بها، فوفرة كراسي السلطة، ونعومة الحقائب الوزارية، كفيلة بحل كل الخلافات، التجمع عند نقطة واحدة، المصلحة الحزبية والشخصية.
التحالف الوطني هو الأوفر حظاً، في تولي دفة الحكم، بغض النظر عن الاسم القادم لرئيس الحكومة، فكثير من الكتل القوية التي تمتلك حضورا شعبياً وتأييدا جماهيريا، سعت منذ نهاية العملية الانتخابية، إلى إجراء الحوارات والمباحثات، وعقد الاجتماعات بوفود على مستوى رفيع داخل التحالف، والقيام بزيارات مشتركة ومتبادلة بين الأقطاب الرئيسية للتحالف، وما يهم في الأمر، أن التحالف الوطني يجب أن يكون قوياً، إذا ما أراد النجاح في قيادة البلد، وهذه القوة تأتي من خلال التنسيق المشترك بين مكوناته، وإعادة بناء وترميم بعض التصدعات، ليكون هناك فريق عمل متجانس، يمتلك رؤيا واضحة، ورغم ما أشيع قبل الانتخابات من ذهاب مكونات من التحالف ككتلة المواطن لترتيب اتفاق مع متحدون، الأمر الذي فسر على انه محاولة لذر الرماد في العيون، والالتفاف على الشريك، في محاولة تسقيط سياسي رخيصة، من قبل المنافسين، رغم عدم وجود أساس لهذا الموضوع، بل على العكس، فالمتابع يلاحظ تحركات ملحوظة لعناصر في دولة القانون، باتجاه بعض الكتل الصغيرة، لتشكيل تفاهمات ربما، وبعيدا عن التحالف الوطني، لإرضاء جماهير بعض المكونات وإسكاتها، رغم أن هذه الكتل الصغيرة تمتلك مشاكل داخلية مع جماهيرها، وقد لا تمثلها بالضرورة في كثير من المناطق.
بعض التصريحات والأحاديث التي تطلقها القوى السياسية، تتراوح بين حلين أو شكلين للحكومة القادمة، أولهما حكومة أغلبية سياسية، ستشكلها الكتل القوية فيما يتفرج ممثلو باقي الكتل على الوليمة من بعيد، والثانية حكومة شراكة وطنية، يجلس فيها الأخ الأصغر في حجر أخيه الأكبر ليلقمه بعض اللقيمات.
أن الحل الناجح والأفضل للبلد، هو شراكة مبنية على أساس الثقة المتبادلة، بعيدا عن لغة المنتصر والخاسر، وكل حسب استحقاقه، يكون عنوانها الأول في الاختيار، الكفاءة وحسن الإدارة، شراكة المتحدين المنتصرين بخدمة وطنهم وشعبهم..سلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك