عبد الكاظم حسن الجابري
انتهت اخيرا الانتخابات البرلمانية العراقية, وانتقل حديث الشارع العراقي من النقد والتحليل والتسقيط وو...., الى من سيفوز وكيف ستشكل الحكومة, وما هي خارطة التحالفات.
الامر الاهم الذي يجب ان لا يغفله المواطن العراقي, هو المشاكل التي سبقت الانتخابات, كيف ستكون؟ وكيف سيتم علاجها؟ وهل ستنهي؟ وما هو الحل لمشاكل العراق الامنية, وأحداث الانبار؟ وماهو موقف الميزانية؟! .
اعتقد ان هذه المشاكل كلها ستحل تماما, فالميزانية سيتم اقرارها خلال هذه الايام, كما صرح احد اعضاء البرلمان عن دولة القانون, وسينتهي كل اللغط حول هذا الموضوع.
العمليات والمعارك العسكرية ستنتهي في الانبار, فالحراك الذي تقوم به الحكومة كبير, ويتحدث اعضاء من ائتلاف الحكومة عن وجود اتفاق سري, بين تجار وشيوخ عشائر من الرماي من جهة, و داعش من جهة اخرى, يكون هذا الاتفاق مبني على اعطاء مليار دولار للرمادي, وتوفير غطاء حماية لكل المنتمين لداعش من ابناء الرمادي.
مع انتهاء ازمة داعش, حسب هذا الاتفاق ستنتهي مشكلة الثرثار وفيضان حزام بغداد, كما سيتم اعادة فتح الطريق الدولي.
يبقى السؤال لماذا تحل هذه المشاكل الان؟
لا يخفى على المتتبع الواعي, ان اهم جانبين يمسان حياة الناس في اي دولة, هما الجانب الامني, والجانب الاقتصادي, والذي يرتبط به الجانب الخدمي, لذا صار هذان الجانبين اداة سهلة في توجيه الرأي العام, اعتمادا على سذاجة الناخب والمتابع, وخصوصا ان هذين المشكلتان صُبِغَتا بصبغة طائفية استفاد منها الطرف الحكومي ايما استفادة.
لقد استخدمت معارك الانبار ووجهت طائفيا, لاستثمارها في الانتخابات من قبل الحكومة, وها هي تؤتي أُكلها من خلال النتائج الاولية وتصدر قائمة الحكومة لهذه النتائج.
ان اعتماد المنهج الديموغاجي من قبل الحكومة, من خلال طرح مشكلة عصية على الحل, وتصوير ان المخلص لها فقط ائتلاف الحكومة, معولين على بساطة الناخب, وسهولة توجيهه ديموغائيا, اسهم بشكل كبيير في اعطاء هذا العدد الكبير للإتلاف الحكومي.
وهذا المنهج نفسه, نجح في تحريك رأي الناخب باتجاه ايجاد تفسيرات مضللة وغير صحيحه لرأي المرجعية, التي طالبت بالتغيير وتم تأويل كلام المرجعية حول المسافة الواحدة, هو انه مؤشر لرضاها عن اداء الحكومة, الامر الي اسهم بشكل كبير بتوجيه الناخب نحو التصويت لائتلاف الحكومة.
بقي ان نقول من الان وقادم, لا يصح ان يقول احد ان ما يحصل في العراق سببه المرجعية, وهي ساكتة, المرجعية قالت كلمتها بالتغيير, وقالت المجرب لا يجرب, ولا تنتخبوا الفاشلين, وهي بذلك تبرأ ذمتها امام الله والمجتمع, وان من يتحمل مسؤولية الاربع سنوات القادمة هو الناخب, الذي صوت في صناديق الاقتراع, وبالتالي سيكون شكل الحكومة هي من نتاج الناخب, وهو وحده الذي يلام ان لم يتم اي يتحسن بكافة القطاعات.
https://telegram.me/buratha