من الامور المتعارف عليها بين المؤرخين ان من يلج عالم التاريخ ويبغي كتابته فهنالك عدة اعتبارات يجب ان يتحلى بها المؤرخ ومنها سعة اطلاعه ودقة نقله للموضوعات واهمها ان لا تتاثر المعلومة التاريخية بهواه وافكاره ، وان كان لابد من ذلك فعليه ان يدرج رايه بهامش ولا يدمجه مع المعلومة او يضع رايه بين معقوفين ويشير الى ان هذه العبارة دخيلة وتعنيه، وبخلاف ذلك فان أي اضافة تعد جريمة بحق التاريخ سيكون هو التاريخ بنفسه الشاهد والحاكم والجلاد.
هنالك نواصب يصطادون في الماء العكر حتى يشوهوا الحقيقة ويجملوا القبيحة ولكل طريقته فمنهم الناصبي المعتدل الذي لا يتجاوز على التاريخ بل انه صراحة يقول كل ما لا يروق له ولا يتفق وهواه بان هذا كذب وفي كتاب منفصل او عبارات خارج النص التاريخي ومنهم مثلا عثمان الخميس فعندما يتطرق الى احاديث الرسول بحق الائمة فانه يقول بعد ذكر نص الحديث بانه كذب لان في سنده شيعي مثلا حديث الرسول الحسين مني وانا من الحسين ففي رسالته الماجستير في تفنيد الروايات بحق الحسن والحسين ذكر هذه الروايات وتحدث عن السند وفند الراواية لان في السند حسب زعمه شيعي (كذاب) وان كان تعليله هذا اسخف من رايه ولكن المهم انه لم يدس هذه العبارة ضمن النص التاريخي نعم هو ليس بؤرخ ولكن عندهم كل شيء يجوز.
المجرم الذي خان التاريخ وبجدار هو ابن كثير وكثير من ادلة الادانة تجدونها في كتابه البداية والنهاية ولكم هذا النموذج من خياناته .
هنالك حدث تعرضت له سامراء وهو احتراق المرقد الشريف للعسكرين سنة 460 للهجرة وكان ارسلان البساسيري قد بناه سنة 450 للهجرة ، وقد اعاده الخليفة المستنصر، وقد انشد الشيعة الشعر بالمناسبة ، هذا هو الحدث التاريخي تعالوا لنقرا كتاب البداية والنهاية الجزء الثالث عشر احداث سنة 460 للهجرة كيف كتبه ابن كثير ؟ هذا نصه :"وقد احترق في أول هذه السنة المشهدا لذي بسامرا المنسوب إلى علي الهادي والحسن العسكري، وقد كان بناه أرسلان البساسيري في أيام تغلبه على تلك النواحي، في حدود سنة خمسين وأربعمائة، فأمر الخليفة المستنصر بإعادته إلى ما كان عليه، وقد تكلمت الروافض في الاعتذار عن حريق هذا المشهد بكلام طويل بارد لا حاصل له، وصنفوا فيه أخبار وأنشدوا أشعارا كثيرة لا معنى لها.وهو المشهد الذي يزعمون أنه يخرج منه المنتظر الذي لا حقيقة له، فلا عين ولا أثر، ولو لم يبن لكان أجدر"
تمعنوا جيدا في دسائسه وكلماته الدخيلة في الخبر وهي على التوالي : المنسوب، كلام طويل بارد لا حاصل له، لامعنى لها ،يزعمون، لاحقيقة له، فلاعين ولا اثر، ولو لم يبن لكان اجدر.
هذه العبارات لها فائدة واحدة وهي معرفة خونة التاريخ ومن خلال ارائهم نعرف ان الضد هو الحق ، وعجبا اذا كان في رايهم ان الامام الحجة لا حقيقة له ولا عين ولا اثر فلم ترتعد فرائصهم عندما يقولون الشيعة اللهم عجل لوليك الفرج ؟ لم تكيدون المكائد وتفخخون القباب العسكرية اذا كان لا حقيقة واذا كان هذا القبر منسوب فدعونا بما نؤمن ، ولكنه اليقين والهوى الغالب على حق والمائل الى الباطل جعل ابن كثير يكمل المسير لمن قبله ويمهد الطريق لمن يسير على اثره في تثبيت الاكاذيب والا لم تدس هذه الكلمات التي هي ليست جزء من المعلومة التاريخية ؟ ولكنه ستصبح جزء من تاريخ ابن كثير في تقييم كتاباته عن التاريخ ، واما في الاخرة سيكون هنالك كلام اخر.
اليوم قرات خبر بخصوص المفاروضات الاسرائيلية الفلسطينية حيث ذكرت وسائل الاعلام التي هي على غرار ابن كثير عنوان الخبر هكذا " توقف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين" لاحظوا اسرائيل والفلسطينيين ولا يقول فلسطين ، هكذا هم خونة التاريخ
https://telegram.me/buratha