المقالات

بالعلم تبنى الاوطان

12270 18:48:17 2014-03-13

عبد الكاظم حسن الجابري

تتبارى المجتمعات والدول, وتتنافس فيما بينها, من خلال ما توصلت إليه من التطور العلمي, والذي يعد أساس التقدم البنيوي لكل بلد, في مختلف الاتجاهات.
العلم ميزان التميز للمجتمعات, ودائما ما نرى إن المجتمعات المتطورة, هي أكثرها رعاية للعلم والعلماء.
الرسالات السماوية حثت على العلم والتعلم, والاستزادة منه, قال تعالى "وقل ربي زدني علما" وحث أيضا على ذلك, معلم الإنسانية الأول, رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إذ قال "اطلبوا العلم ولو كان في الصين" "اطلب العلم من المهد إلى اللحد".
كل هذا المأثور, يدل على الحرص على طلب العلم, والنهوض به.
لا يمكن النهوض بالعلم, ولا يمكن أن نشكل نقلة نوعية, في ارتقاء سلم المجد, إلا من خلال دعم المؤسسات التعليمية, ووضع الخطط والبرامج المشجعة على التعلم.
لغرض أن نبني مجتمع متحضر, وفي مصاف الدول المتقدمة, يجب على الدولة أن تهتم بتطوير المؤسسات التعليمة, من خلال إنشاء بنى تحتية ذات قيمة نوعية.
يستلزم لأجل ذلك, بناء مدارس نموذجية, ذات قدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة.
نستغرب كثيرا, إن هذه الميزانيات الضخمة والتي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات, يقابلها واقع مزري للمدارس, فلازلنا نجد المدارس الطينية والمدارس المبنية من القصب.
كذلك, نجد المدارس المزدوجة, فالأمر جدا معيب على وزارة التربية, وعلى الحكومة, أن نجد بناية مدرسة واحدة, فيها ثلاث مدارس تتناوب على الدوام, بوقت اقل, الأمر الذي يؤثر حتما على قيمة المادة العلمية المستقاة من الدرس.
حتى وصل الأمر من شدة ازدحام المدارس, نجد في الصف الواحد, أكثر من خمسين تلميذ, في حين إن المواصفات القياسية, لخبراء التربية, هي إن الصف يجب أن لا يضم أكثر من عشرين تلميذ, لغرض أن يحصل الجميع على المادة العلمية.
هذا الأمر يجعل التلاميذ يفترشون الأرض, لعدم وجود مقاعد جلوس دراسية كافية.
الأغرب من هذا كله, الصمت الحكومي عن هذا الموضوع.
فمع تردي الواقع التربوي, ومع سوء الأحوال الاقتصادية والفقر, نجد أن تسرب الطلبة صار مألوفا في العراق, حتى وصل الأمر إلى إن العراق, يمتلك أكثر من ستة ملايين أُمي, حسبت الإحصاءات.
لم تتخذ الحكومة للان, أي خطوات عملية للنهوض بالواقع التعليمي في العراق, الم يسمع المسؤول العراقي عن المهاتير محمد رئيس ماليزيا الأسبق وعرَّاب نهضتها.
مهاتير محمد ذاك الطبيب الفقير, الذي حينما تسنم مهام إدارة دفة البلد, كان صريحا مع شعبه وواضحا معهم, فقد وضع خطة 2020 أو ما تسمى عشرين عشرين, وهو الخط الزمني, لجعل ماليزيا في مصاف أول خمس دولة ناهضة على مستوى العالم.
كانت خطة مهاتير محمد, لنهوض ماليزيا, تنص في أول خطها, بجعل ميزانية الدولة لمدة خمس سنوات مخصصة للبعثات العلمية, ثم بعدها تشرع ماليزية بنهضتها, تلك النهضة نجدها اليوم متجسدة على ارض الواقع.
لقد جعل مهاتير من ماليزيا, البلد الفقير, والمعتاش على الزراعة, جعله بلدا يعانق السحاب ويشار له بالبنان.
إذا أردنا أن نعانق نحن السحاب كذلك, ونشيد بناء وطننا, فعلى حكومتنا القادمة التوجه لبناء المؤسسات التعليمية, على مستويين: أولهما البنى التحتية, وثانيهما النوعية في المادة العلمية, لكي يزدهر البلد ويعانق السماء رفعةً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك