المقالات

لماذا استجوبت المرجعية الدينية مفوضية الانتخابات؟؟

593 17:52:00 2014-03-01

حيدر عباس النداوي

مرة أخرى تدخل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف على خط الأحداث السياسية بصورة مباشرة رغم ان مثل هذا الدخول يكاد يكون محصورا في القضايا المصيرية والمهمة وفي الأوقات الاستثنائية ليس لان المرجعية الدينية بعيدة عن مجريات الاحداث اليومية بل لانها تعتقد ان معالجة القضايا المختلفة من اختصاص السلطات الثلاثة وان وقتها لا يتسع للدخول في كل صغيرة وكبيرة ولان وجودها ابوي وراعي وماسك للتجربة برمتها،رغم ان دخلولها"اي المرجعية" لا يتعارض مع هذا الاختصاص ولا معطل او معرقل له بل هو مساند ومرسخ لهذه السلطات" التشريعية والقضائية والتنفيذية".واستجواب المرجعية الدينية العليا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات يرسل اكثر من رسالة اهمها تلك التي تم تعميمها الى البرلمان والى المفوضية نفسها،فرسالة البرلمان مفادها ان الاستجواب كان يفترض ان يتم تحت قبة البرلمان وليس من قبل المرجعية الدينية لان هذه المهمة من صلب عمل ومهام البرلمان الا ان انشغال البرلمان بهمومه ومشاكله وضياعه وسط فوضى التصريحات والحملة الانتخابية جعل المرجعية تدخل بقوة لان ترك الحبل على غارب مجلس النواب سيعرض العملية الديمقراطية الى ثلمة كبيرة وقصور ربما لا يمكن معالجته او تلافيه لهذا وقفت المرجعية موقفها من اجل الاستفسار عن اليات توزيع بطاقات الناخبين واللغط الذي اثير عن بيع وشراء هذه البطاقات وعن احتمالات عدم وصولها او استلامها من كل المشمولين واليات ووقت توزيعها في المناطق الساخنة والملتهبة وكيفية اجراء الانتخابات في هذه المناطق كما ان الاستفسار لا يقتصر على بطاقة الناخب بل شمل ايضا الكيفية التي تم على ضوئها توسيع دائرة الاجتثاث والتي يبدوا انها في طريقها الى التوسع مع دخول القيود الجنائية ومحكمة النشر على خط السيف الذي سيذبح الكثير من المرشحين على منحر النزاهة والقيود والمسائلة والعدالة.الرسالة الثانية بموضوع الاستجواب كانت صريحة ومباشرة وموجهة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات واوصلتها المرجعية بكل دقة وقوة عندما طالبتها باعتماد الشفافية والنزاهة والوقوف على مسافة واحدة من الجميع واعتماد الاليات الواضحة والبسيطة في توزيع بطاقات الناخبين وواضح ان مثل هذه المطالب وغيرها انما هي انعكاس لواقع مغاير يجري العمل فيه بمعنى ان المفوضية لو كانت تعمل بشفافية لما طالبتها المرجعية بمثل هذا الامر وكذلك في المواضيع الاخرى التي كانت محل اللقاء والبحث.ان المفوضية أمام فرصة جيدة لإثبات نوايا حسن النية في تعاملها مع المواضيع التي بذمتها اتجاه موقف المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف خاصة وان المرجعية أغلقت بابها بوجه أعلى سلطة تنفيذية والمتمثلة برئيس الوزراء لعدم رضاها على أسلوب إدارة البلد وما رافق هذه الإدارة من تراجع في الوضع الأمني والخدمي والصحي وفي جميع الملفات الأخرى.لكن الأمر المشرق في هذه الزيارة هو ان المرجعية لا زالت تعتقد بالتصحيح ولا زالت تعول على المفوضية العليا دورا كبيرا في إدارة العملية الانتخابية التي ستنتج بدورها حكومة جديدة يأمل الجميع بصلاحها وإخلاصها وجديتها لان نزاهة وشفافية الانتخابات ومشاركة جميع المكونات فيها يمثل انتصار لمبدا التداول السلمي للسلطة ويبعد عنها كل سهام النقد والتجريح والتسقيط .وهو شرف يسجل للمفوضية العليا يحسدها عليه الكثير من السياسيين وغير السياسيين من منظمات وهيئات ووزارات. السؤال الذي يمكن ان يتبادر الى الأذهان هو هل ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ستلتزم بوصايا المرجعية الدينية العليا وتحديدا توجيهات وتوصيات المرجع الأعلى الامام السيد السيستاني وتدير العملية الانتخابية بحيادية وشفافية وكما طلبت المرجعية الدينية ام انها ستنبطح تحت سطوة السلطة التنفيذية وستترك وصايا المرجعية خلف ظهرها خاصة وان المرجعية لا تعزل ولا تعطي ولا ترهب ولا تضرب بسوط الإعفاء او سحب اليد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك