المقالات

داعش تصوت للمالكي انتخابياَ!


ضياء الحاج صالح

تعدد القوميات والمذاهب والديانات واختلاف تطلعات هذه الشرائح في الوسط العراقي، جعل هذا الوسط مستمراً بحفاظه على قيمه، ومبادئه رافضا ً التنازلات التي يقدمها البعض من أجل مأرب شخصية، مدافعا ً بالسر والعلان، ضد من يحاول المس بكرامته. عمق المشهد السياسي في العراق، غاية في التعقيد، لدرجة أن أتخاذ القرارات المهمة والتي تلامس حياة مواطنيه، أكثر ما تكون أرتجالية، أنفعالية، خالية من الرؤية والتمعن في أصدارها.هنا تبرز الأقطاب المفصلية، تميط اللثام لقطف الثمار! لكن أي ثمار تلك؟ أنها ثمار الفشل دون أدنى شك، ومن بين تلك الأخفاقات الكثيرة، هو خلق أزمة تشغل حيز من فراغ الرأي العام، يصورها خالقها، بأنها ستظل الفيصل ودون القضاء عليها لا يمكن لعجلة التقدم أن تدور. ولكم أن تسألوا عما وراء التنازلات المذلة، التي قدمها دولة رئيس الوزراء "نوري المالكي" أبان حجه الى الأنبار بعد المماطلة وتسويف مطالب أهلها، أكثر من سنة، فتلك الفقاعة التي يجب ان تنتهي قبل أن تنهى، ونتانة تلك التظاهرات، أصبحت قرب الأنتخابات النيابية مشهد وطني، وحق دستوري ومن واجب الأستاذ المالكي تنفيذها! ربما لخسارة المالكي جمهوره الشيعي، نتيجة تخبطه السياسي وأتخاذه قرارات أرتجالية، خالية من الحكمة، دعاه الى كسب بعض الجماهير السنية، التي يمني نفسه بها، لكن أمانيه من المستحيلات السبع! فهل من المعقول أن يصوت له الضابط البعثي الذي أعاده؟! متاجرا بدماء أبناء الجنوب التي اراقها البعث الصدامي الكافر، وهل من المعقول أن يصوت له الأرهابي المعفو عنه الذي ذبح "ولد الخايبة" ، وهل من المعقول أن يصوت له جمهور احمد العلواني بعد اطلاق سراحه؟ وتحويل محاكمته من بغداد الى الانبار، وأخيرا وليس اخرا هل يعقل أن يصوت للمالكي جمهور أسامة النجيفي ؟! الأحداث المتوالية وحجم التنازلات، والمتاجرة بدماء الأبرياء، ترسم للعاقل وغير العاقل والمهتم وغير المهتم، صورة "مسيلمة الكذاب" الذي يحاول بكل وسيلة شرعية،او غير شرعية، شغل الرأي العام بالتناقضات، التي دفعت به الى الخلف عله يعود الى الصدارة، وهذا أيضا من المستحيلات السبع! "مسيلمة الكذاب" أرتدى لباس التشيع لاثارة عواطف أغلبية الشعب العراقي، ربما نجح في ذلك أبان ولايته الثانية، لكن شيعة العراق بات التلاعب بوعيهم يثير الخصومة بينهم وبين المالكي، ويجعل من المالكي صلب قابل للكسر .دولة الرئيس يجب أن تفهم: أن الهجمات التي شنتها قيادات دولة القانون، أصبحت هجمات مرتدة، لن ينفع معها دفاعك الضعيف، الذي تحتمي به، المنشطات والعقاقير الطبية المسكنه لا تجدي نفعاً، فخروجكم من دوري النخبة بات وشيكاً لأن الفرصة قد أنتزعت، والهدف صار محققاً، التغيير ولا شيء سوى التغيير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-02-22
اريد من شيعه العراق ان يعوا هذه الحقائق ويلتفتوا لانفسهم بأن اكذوبة الدفاع عن المذهب شماعة قتل ابنائهم وصار من المؤكد الذهاب الى صحراء الرمادي اكبر كذبه انطلت على الشيعه لان اعلام الحكومه غشهم وفبرك صور الطائرات من الحرب الافغانيه بالاتفاق مع الاداره الامريكيه واليوم اين داعش ولماذا يقبل باطلاق سراحهم في المبادره الاخيره هل كل الذي يدور في الرمادي وهم وان عشائر الانبار والاهالي هم الذين يقتلون الجيش في الليل ومعهم ضد داعش الوهميه في النهار فتشوا عن الحقيقه يامريدوا المالكي المستحمرين من الشيعه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك