المقالات

إنغلاق السياسة العراقية داخلياً


علي الغراوي

بعد 2003؛ إنعطف العراق الى منعطف خطير، وكان من الطبيعي أن ينزلق نحو الخطر، بعد الإنقسام الجغرافي الطائفي في خارطته، والتعصب المذهبي في مجتمعه، والإنفصام في التحاصص، كان سائداً في كل مفاصل الدولة بكل أشكاله وأنواعه.إنجرف العراق بأمواج مذهبية، لتنجرف معه سوريا في حربها ضد التطرف، ولبنان لازالت تشتعل بنيران طائفية هادئة، فهذا ما رسمته السياسة الإمريكية منذ عقود من الزمن؛ في تغيير خارطة الشرق الأوسط، فوجدت العراق؛ الإنطلاقة الحقيقية بعد سقوط النظام البعثي الفاشي، ومن ثم رسم سياستها في المنطقة، وتحقيق مشرروعها المستقبلي الذي كانت تطمح أليه.لم يصمد العراق داخليا؛ً نتيجة الإنقسام الطائفي بعد 2006، وسرعان ما لجأ الى الحل الإمريكي بعد الإنهيار الداخلي، وظهور ملامح جغرافية مذهبية على خارطته، وبروز إقليم الشمال المنعزل عن التوتر الداخلي المذهبي في بقية مناطق العراق. ولم ينعزل الأكراد من التحاصص، والشراكة في النظام السياسي، فهم" نهبوا الجزة وأكلوا الخروف" لمصلحة الأقليم طبعاً، وليس البلد.بعضِ دول الخليج؛ كان لها يد في نشوب الصراع الداخلي في العراق، فهي أيضاً لها أبعاد مستقبلية، بالإتفاق مع الرؤى الإمريكية للشرق الأوسط، الأمر الذي دفع إيران، إلى التوغل في عُمق النظام السياسي المتشعب بالصراعات المذهبية، من أجل خلق نفوذ محكم يحد من التهديد الإمريكي لها. وتحقيق مصالحها؛ بعد ما كانت طرفاً أساسياً في إسقاط النظام الصدامي العفن.العمق الإيراني في العراق، كان له رؤية مذهبية في المنطقة، فهناك نظام سوري مهدد بالسقوط، وهناك لبنان؛ على وشك أن تشتعل بفتيل الأزمات، لذا كان لإيران أبعاد، في توغلها داخل المعترك السياسي المذهبي في النظام السياسي العراقي.في خضمِ أحداث الأنبار، وهذه الأيام تحديداً، ثُبت أن لا أفاق في السياسة العراقية في المدى البعيد، ولم يعد هناك طاولة حوار، أو تفاهم بين العرب السنة، والمكون الشيعي" الأغلبية" بعد تقديم أربعون نائباً من كتلة متحدون إستقالتهم من مجلس النواب العراقي، مما زاد من وتيرة العراك السياسي الطائفي، والمراوحة في قعرِ نظام سياسي بدأت تظهر عليه ملامح الإنهيار.تداعيات الأحداث في الأنبار، كانت تقف خلفها إمريكا، وبعضِ دول الخليج، لزعزعة النظام السياسي في العراق، وتأهيل أرضية خصبة، لتكون نُقطة الإنطلاق، لإكمال مشروعها المستقبلي في منطقة الشرق الأوسط، وكانت البداية في إنهيار العراق داخلياً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-02-22
هذا عقاب للصداميين في الآنبار بعد ان طغوا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك