المقالات

ضربتان على الرأس تُوجع


حيدر حسين الاسدي

تعرضت كتلة دولة القانون، خلال الأسبوع الماضي، لهزتين كبيرتين جعلتها في موقف محرج، لا تُحسد عليه أمام جمهورها، ممن يعتقد أنها الكتلة الأفضل والاحرص، على سيادة الوطن وأمنه والحفاظ على حقوق شعبه.أولى الضربات التي وجهة لدولة القانون، وأثرت في شعبيتها بعد التصاعد الكبير، عند بداية عمليات الانبار، هو فشل رئيس الوزراء، في تحقيق ذلك النصر.فطالما تحدث السيد المالكي عن دحر الإرهاب والانتصار عليه، وأثقل أسماع الشعب به، لكنه عند قبوله بالشروط المذلة والخانعة! أضاع كل تضحيات الجيش العراقي، ودماء المئات من أبناءنا، وهم يدافعون عن أمن الوطن، وترابه ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.المالكي الذي رفض مبادرة "انبارنا الصامدة"، التي أطلقها السيد عمار الحكيم بعد مدة قليلة من اندلاع أحداث الانبار، والتي رسمت خارطة طريق للحل المدروس والممنهج، يحفظ هيبة الدولة ومكانة جيشها، ليوفر فرصة عزل المتشددين والمتصيدين في الأزمات، عاد رئيس الوزراء ليقبل بمبادرة شيوخ عشائر الانبار! التي حملت تنازلات مهينة لهيبة الدولة وتضحيات الجيش، واحتوت في طياتها فقرات اقل ما توصف بالكارثة، من خلال تسليح العشائر خارج سيطرة الدولة، وإعادة الضباط السابقين من خارج العراق، وتقديم أموال وتعويضات كبيرة، ودمج أبناء العشائر، الذين وصفهم المالكي قبل أيام، أنهم أعوان الإرهاب في الانبار!تنازلات لا نجد لها تفسير يقبله العقل، وسوء إدارة وتخطيط، يُبقي عجلة الحل للأمور متأخرة، وترحل الأزمات للمستقبل المتخم بالمشاكل.أصوات النواب المنددين بمبادرة "انبارنا الصامدة"، والذين وضعوا موقف السيد الحكيم في صف الإرهاب ودعمه، لم ينطقوا حتى ألان، و كأن على رؤوسهم الطير، لا نجد لهم صورة في فضائية او تصريح لوكالات، فيما الشارع الذي انتفض على "انبارنا الصامدة"، حائر في استيعاب خنوع الحكومة لشروط العشائر.الضربة الثانية التي جاءت متزامنة مع خسارة معركة الانبار، هي تصويت كتلة دولة القانون على فقرة الامتيازات في قانون التقاعد، التي جعلت الكتلة في موقف محرج وصعب أمام جمهورها، خصوصا بعد ان أوضحت المرجعية رأيها، في عدم انتخاب من وقف مع هذه الامتيازات، وتضاعف الإحراج على قيادات دولة القانون! عند عرضت كتلة المواطن تصويت نوابها على الفقرات، وفصل نائبتين صوتتا لصالح فقرة الامتيازات، و أعلن السيد مقتدى الصدر اعتزاله السياسة، وتخليه عن كتلة الأحرار.أعضاء كتلة دولة القانون بقى موقفهم ضبابي، لم يعلنوا أسماء من صوت لصالح الفقرات، ومن سيعاقب لعدم التزامه برأي المرجعية والمطالب الجماهيرية.ذهب بعض قادة دولة القانون للتشكيك بأصل التصويت! والقوائم التي ظهرت فيه! محاولين التشويش على الرأي العام، وخلط الأوراق والحفاظ على الشيء اليسير من ماء الوجه.شهران تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية، والحملة التسقيطية متصاعدة بين الكتل المتنافسة، لكن ما يهمنا في هذا الوقت، هو ان يفهم المواطن ما يدور، ويحلل الأمور، ليكون واعيا للاختيار الصحيح، وقادراً على تصحيح المسار، وعدم تكرار تجربة الفشل التي نعيشها اليوم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك