المقالات

الانتخابات وتطبع الفساد


الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

كلما اقتربت الانتخابات البرلمانية , التي ستحقق مصالح الأقوياء, ترتفع وتيرة الاتهامات المتبادلة بين المتاجرين في عالم السياسة , وأصبح شعار " عداوة الأخوة" كما في قصة يوسف {ع} واقع حال البرلمانيين اليوم , أحيانا اسأل نفسي , هل يمكن أن تتغير حال العراقيين في الانتخابات القادمة..؟ .. وهل يتمكن الشعب أن يحقق رغباته في الانتخابات ..؟ ومن هو الأصلح الذي تشير له التوقعات , وتحث عليه المرجعيات الدينية ...؟ .لا جواب محدد, ولم تتمكن أي جهة داخل العراق أن تقنع الناس بإجابة على أسئلتهم ..!! , ولا يمكن لأحد أن يشخص بمهنية أسباب الفساد من أساسه .. أقول من أساسه , لان الأهواء وقلة الإحاطة بالوضع العام وعدم الاطلاع على كافة أمور الفساد , تجعل الرد غير دقيق .. الذي شخص حالة الفساد هو القران الكريم .. يقول تعالى :" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقَهُم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون* .. هنا القران يتهم الناس , يعني مجموع الشعب , والذي يذيقهم وبال فسادهم هم الحكام أيهما هو الفاسد ؟ هل الأمة أم الحاكم ؟ والأمة فاسدة أم صالحة ؟ هل الحاكم صالح أم فاسد ؟ قد يجتمعان وقد يفترقان فيكون كلاً منهما صالحاً أو فاسداً، وقد يكون أحدهما صالحاً أو فاسد، فعلينا أن نشخص الحالة المرضية التي تعيشها الأمة وما هو نوع المرض والفساد التي تعيشه:مثلا .. حين نطالب بنظافة مدينتنا , هل نريد فعلا مدينة نظيفة .. ؟ إذن يجب أن نساهم في نظافتها , بما يمكننا ان نساهم . وهذا غير حاصل لدينا ,وهو فساد .. هل فعلا نريد شوارع صالحة ومبلطة بدون مطبات وحفر , وطسات اصطناعية ..؟ الجواب يوحي ان المواطن في اغلب الحالات هو سبب الحفر والمطبات .. هذا فساد .. هل نتعامل بيننا بتكافيْ الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. أو نأتي بمن لا اختصاص له في الحياة فيكون سياسيا وشيخا للعشيرة , وموظفا في الدوائر الكبيرة , او ربما يحمل شهادة ولكن لا يمتلك القيادة .. هذا فساد كبير .. هل تحدثنا عن الرشوة علنا , او نحن من نشجع المرتشي , هذا فساد .. كم شخص وقف في فضائية وتحدث عن قاضي وضابط شرطة استلما رشوة وقلبوا الحق باطلا والباطل حقا .. الجواب لا يوجد .. وهذا فساد .. كم شخص امن بالفعل في خدمة الوطن والمواطن ونظر الى مصلحة الوطن قبل مصلحته .. ثم انتمى لفئة سياسية ليخدم الناس .. الجواب يعلمه الله انه فساد .. كم موظف حين يكون المال العام تحت يده , يصرفه بجرة قلم , ولم يدخل الشيطان في قلبه أن يستحوذ على الجزء الأكبر منه .. هذا فساد ..كم عامل يشتغل في وقت العمل حسب العقد المبرم معه للتشغيل ..؟ الجواب لا يوجد عامل بهذا المستوى مطلقا .. هذا فساد ... إذن الأمة تعيش بغض النظر عن شعاراتهم الدينية والوطنية والإعلامية .. حالة من الفساد المنظم , أصبح تغليب المصالح بديلا عن الوطن والغايات التي وضع المال من اجلها .. وهذه أسوء حالة أن يصل الفساد في الأمة إلى النخاع .. ويأتي الرد من القران فقط ... {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم} ولكن ماذا ستكون النتيجة ..؟؟ ويبقى أمل, كبصيص في كهف مظلم .. فلا بد أن يكون هناك رجال تتكيْ عليهم الأمة في الملمات , ولدتهم أرحام شريفة .. هم الأمل ..الإجابة :{ لَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك