المقالات

فرحة قانون التقاعد ولعنة امتيازات النواب


هادي ندا المالكي

استبشر جميع من شملهم قانون التقاعد الموحد رغم تواضعه وخجله بالفرح والامل كونه اعاد إلى المعنيين بالقانون بعض ما يستحقون وليس كل ما يجب ان يحصلوا عليه بعد ان افنوا سنوات طويلة من حياتهم في تقديم الخدمة والتشرف بأداء الواجبات التي كلفوا بها لخدمة أبناء الشعب العراقي.وللحق فان أعضاء مجلس النواب تسابقوا على ان يرى هذا القانون النور في أسرع وقت رغم مرور زمن طويل على قراءته ربما لإنصاف المظلومين من ابناء الشعب العراقي وربما لصعوبة رفض مثل هذا القانون وربما من اجل ركوب الموجة والدخول في أجواء الحملة الانتخابية.ورغم المطالبات المتكررة ومن خلال اعلى المستويات الدينية والرسمية والشعبية لاقرار قانون التقاعد الموحد الا ان هذه المطالبات لم تكن بمستوى واحد عند الجميع بل تفاوتت الى حد كبير بين من واصل الايام والليالي مطالبا باقرار القانون وفق رؤية المرجعية الدينية العليا التي طالبت بعدم تضمينه امتيازات للنواب والرئاسات الثلاث واصحاب الدرجات الخاصة وبين من طالب باقرار القانون مع منح بعض الحقوق والمكافئات للنواب كنهاية خدمة او مساواة مدة خدمتهم مع من يماثلهم بالوظائف الحكومية بينما شذ الطرف الثالث عن الجميع وطالب بالحقوق والامتيازات لانها حق لا يمكن لاي جهة ان تمنعه وبين من سار على نفس المنوال ولكن بطريقة ضمان حقوق عائلته حتى لا يكونوا"دايحين" كما هو حال الشعب العراقي على حد وصف احدهم.المهم في الامر هو ان أصحاب النوايا المخلصة ورغم قلتهم الا انهم نجحوا بتحشيد العدد المطلوب من النواب للتصويت على القرار ولست مغاليا او متجنيا اذا ما قلت ان كتلة المواطن النيابية ومع من التحق بها كان لهم دور كبير في إقرار القانون ولو راجع اي منصف مواقف الكتلة ومؤتمراتها الصحفية لأدرك ان كتلة المواطن كانت في خط المواجهة الدائمة مع محاولات البعض تأخير القانون او ترحيله الى الدورة المقبلة.وللتاريخ فان كتلة المواطن النيابية واستكمالا لما بداته من الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية بتقليل المناصب ومن اليوم الذي قررت فيه سحب مرشحها السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية في وقت تمسك البعض ممن يصرح بانتمائه للمرجعية كذبا وزورا وبهتانا قررت أيضا عدم التصويت على الفقرة التي تخص امتيازات النواب كونها جاءت مخالفة لرأي المرجعية وزادت على الأمر وبطريقة لا تسمح للمشككين والمتقولين بالمزايدة على منهجها المستقيم قرارها بفصل اي نائب صوت على فقرة امتيازات النواب حتى لو كان مرشحا.وقرار الهيئة القيادية في المجلس الأعلى وكتلة المواطن النيابية قرار حقيقي وليس للدعاية الانتخابية او للتخويف بل هو قرار قطعي حتى لو تطلب الأمر فصل نصف أعضاء كتلة المواطن لان قيادة المجلس الاعلى ترى ان الالتزام بتوجيهات المرجعية والوفاء بالالتزامات وصدق الحديث والكلمة ثوابت وخطوط لا يمكن التراجع عنها حتى لو تسبب الالتزام بهذه العناوين السامية تفرق الجمع وبقاء السيد الحكيم بمفرده.ان اقرار قانون التقاعد الموحد يمثل انتصار لمنهج الدولة المدنية العادلة وان الغاء امتيازات النواب والرئاسات ومن على شاكلتهم واحد من مداخل وديمومة هذه الدولة المدنية المنشودة والقريبة المنال ان شاء الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك