المقالات

ثابتون على ... العهد


الحاج هادي العكيلي

لابد أن يتعرض الثابتون على الحق والمبادئ للمحن والشدائد ، لأنهم يدعون إلى الحق فيقاومهم أهل الباطل ، ويدعون إلى الله فيحاربهم دعاة الطاغوت ، ويهدون إلى الخير فيعاديهم أنصار الشر ، ويأمرون بالمعروف فيحاربهم أهل المنكر ، ويطالبون بالعدل والمساواة فيحاربهم الطواغيت والمستفيدين ، وبهذا يعيشون في سلسلة من المحن والشدائد والكروب . أن الصراع بين الحق والباطل قائم منذ خلق الله تعالى أدم وسوف يستمر إلى يوم يبعثون . فأن الحق في صراع أبدي مع الباطل {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ } الرعد 17 .وفي الحقيقة أن الحق هو المنتصر في نهاية المطاف مهما طال الزمن ، ومهما اشتدت شوكت الباطل .لقد عاشوا العراقيون في محن وشدائد فاكتسبوا قوة ومناعة ومنحتهم ثقة وخبرة لتكون لهم عظة وعبرة ، فخاضوا الاختبار ، فغربل الصف ، وتميز البعض ليعرف المؤمن من المنافق ، والصادق من الكاذب ، والخبيث من الطيب ، وصاحب المبدأ من صاحب المصلحة ، وطلاب الدنيا والسلطة من طلاب الاخرة . وقال الله تعالى في كتابه الحكيم : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } العنكبوت . أن الابتلاء ضروري لكل مؤمن يرجو الجنة كما أخبرنا المولى عز وجل فقال في كتاب الحكيم :{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران 142 . أنه حين تثبت القلوب على المحن التي تترك الحليم حيران عندئذ يحق النصر الكبير {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } البقرة 214 .ولهذا لا يمكن للنصر أن يتحقق بالصبر على الاذى والمحن ، بل بتقديم التضحيات بالنفس والنفيس في سبيل الله والوطن والمقدسات بالدفاع عنهم ومحاربة الإرهاب والفساد . فالصمود في وجه المحن والثبوت على مواجهة الشدائد والصبر على الاذى والثبوت على العقيدة والمبدأ مهما كانت ضراوة الباطل ، ومهما كانت قوة التحديات وضخامة التضحيات ، فأن على الشعب أن يذهب إلى الانتخابات بكل قوة بعد أن يحصلوا على البطاقة الانتخابية التي تؤهلهم بالاشتراك بالانتخابات وعليهم أن يختاروا الناس الاكفاء والنزهاء والثابتين على العهد والمبادئ الذين أخذوا عهداً مع الله أولاً ومع أنفسهم والناس بأن يخدموا أبناء شعبهم ليس فقط بالشعارات في الأعلام والخطابات الرنانة ، بل بالعمل الصادق في كل الميادين التي تحقق سعادة الشعب وراحة . بعد أن عان على مر السنين التي خلت وما زال إلى يومنا هذا يعاني من المحن والشدائد وهو صابر وثابت على عهده بوحدته وتآخيه والعيش المشترك ونبذ الطائفية ومحاربة الإرهاب ومحاسبة المفسدين . نقول : اللهم أني أبر اليك من كل مقصر يملك ذرة هيدروجين وذرة أوكسجين وأن كان لا يملك مزجهما ليكون ماء لإطفاء نار الفتنة في الرمادي والفلوجة . اللهم أني أبر من ضعيف ومتخاذل من كان بيده حماية بلدي من طوفان الدماء . اللهم أغفر لي هذا القسم واجمعني في مستقر رحمتك برفقة من تقبلتهم من الشهداء . برحمتك يا أرحم الراحمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك