المقالات

لولا الساعتان لهلك أردوغان


قيس المهندس

الدهاء ذاته يتوارثه الخلف عن السلف، بيد أن الداهية ومهما كان ممسكا لزمام أمره؛ لا بد أن يبوح بشيء في فلتات لسانه!.ولعله يرغب في إستغفال الآخرين، وخداعهم، ظانا أنهم لن يعرفوا ما أخفى في جعبته, لكنه التأريخ يعيد نفسه!ورد عن عمر قوله: لولا علي لهلك عمر.وعن أبي حنيفة قوله: لولا السنتان لهلك النعمان.كلا الرجلان كانا صادقين في دعواهما، فلكل منهما غرضه الخاص، ودوافعه التي أجبرته على البوح بتلك الكلمات رغم مرارتها، فكلاهما لم يقصدا الهلاك الآخروي قطعاً، وانما قصدا الهلاك الدنيوي، أي هلاك أنفسهم ومصالحهم. فوجدا في أئمة أهل البيت عليهم السلام ضالتهم، فلا يُستطب الا عند الحكماء.خلفهم أردوغان، مرت به نكبات جراء موقفه السلبي من القضية السورية، بدأت بالتظاهرات الشعبية المناوئة له، مروراً بالفساد المستشري في حكومته والذي طفى على السطح مؤخراً، مما أدى الى إستقالة عدد من وزراء الحكومة، بينهم ثلاثة من حزب العدالة والتنمية، الذي يرأسه أردوغان، وثمانية نواب من كتلته في البرلمان، والعشرات من أعضاء الحزب، وانتمائهم الى أحزاب إسلامية معارضة. بالإضافة الى إقالة العديد من ضباط الجيش والشرطة، وإحالة البعض منهم الى القضاء، كما تم تنحية أكثر من (100) قاض. كما يمر البيت التركي بصراع بين الحزب الحاكم وجماعة فتح الله كولن، ويشهد تنامي خطر الإرهاب في سوريا، وخشية إنتقاله الى الأراضي التركية.تدور تلك الأحداث في الوقت الذي تستعد فيه تركيا للانتخابات المحلية، المقرر إجرائها في آذار (مارس) 2014، تليها إنتخابات رئاسة الجمهورية في صيف العام نفسه، ثم الانتخابات العامة في ربيع العام 2015.

في ظل تلك الأجواء المضطربة، أخذ أردوغان يبحث عن المخرج، وفي رحلته بحثاً عن الحكمة، وعن الحكيم الذي يداوي جراحاته؛ رست سفينته في الجمهورية الإسلامية، ليلتقي بمرشد الثورة السيد علي خامنئي، بعد أن شاهد بأم عينه الدهاء الإيراني، الذي فاق دهاء الصهاينة والأمريكان حلفاء تركيا!إثناء وصوله الى الجمهورية الإسلامية، أطلقت وسائل الإعلام خبراً عن ضرب القوات التركية لعناصر من جماعة داعش الإرهابية، جاء ذلك الخبر للعزف على وتر تقارب المصالح، بين الجانب التركي والإيراني.وفي تصريح له بعد عودته الى تركيا، بثته وسائل الإعلام قال: ان التقارب في وجهات النظر بين أيران وتركيا بشأن سوريا، والتعاون الوثيق بينهما، سوف يوفر إمكانية عرض اقتراح على المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية.يقول جنكيز تشاندرا، الكاتب والباحث التركي: في معلومات مؤكدة أن أردوغان قال للسيد علي الخامنئي عقب نهاية اللقاء ( خلال هذه الساعات تعلمت الكثير).صدق أمير المؤمنين عليه السلام إذ قال: المعروف قروض، والأيام دول، ومن توانى عن نفسه ضاع، ومن قاهر الحق قُهر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
البلداوي
2014-02-05
اللة يخزي ويهلكة انشاء اللة من حفر نقرة لاخيه وقع فيها وهو متورط بتدمير سوريا والعراق من خلال فتح الحدود للارهابيين وتدريبهم ومدهم بسلاح .ويمكرون ويمكر اللة واللة خير الماكرين .
أبوا زهراء
2014-02-05
كل زارع يحصد ما زرع وهذا الرجل لم يزرع الا الشوك فما عساه أن يحصد؟؟؟ لكل أمريء عاقبة حلوة أو مرة ولي ما يعرف تدابيرة حنطة تاكل شعيرة ؟فآة الآوان على أردوغان؟.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك