المقالات

البحث عن الدولة العادلة عند الامام علي بن ابي طالب (ع)


عبد الكريم ابراهيم

عندما تصبح الديمقراطية قانونا مكتوبا وتفتقر الى عنصر التطبيق ، نجد ان الجميع يعيش حالة من الاتنفاض والانقسام بكل انواعه . تفضي الى خلق ارباك في التعاطي مع اجهزة الدولة. الشعورالذي ينتاب شخصا ما في فقدان العدالة قد يدفعه الى فقدان توازنه . انها ثورة داخلية تغلي داخل الابدان. كيف ستكون نهايتها الامر متروك الى الظروف ؟ اذا عنصر التطبيق هو الذي يجعل من الديمقراطية ممارسة مكتوبة الى ممارسة واقعية يمثلها الانسان على الارض . الامام علي (ع) الذي يفصلنا عن زمانه قرون بذل جهده في ان يكون مصدر التشريع والتطبيق في نفس الوقت . ربما لم يستوعبه عصره لدرجة شَعر بالغربة . مع وجود عدم الامتثال للشرائع في ذلك الوقت استمر في السير على طريق الحق الموحشة ساعده في هذا الامر ثلة من الناس الذين نذروا انفسهم لغاية سامية رغم الاهوال والصعاب . ضرب الامام علي (ع) دروسا في القيادة وحكم الرعية ابتداءا من حديدة اخيه عقيل حتى عهده الى مالك الاشتر والرجل الذمي الذي اقطع له راتبا من بيت المال ( وزارة المالية ) . اسس الامام علي (ع) دولة مواطن رغم الفتن وعمر حكومته القصير. هذه الدولة لاتفرق بين افرادها كاساس للمفاضلة والتمييز هو داء يتسلل الى نفوس الكثير من البشر. مع مرورهذا الزمن الطويل بقيت اسس خطها رجل عاش قبل 1400 سنة صالحة لكل وقت وقابلة للتطبيق في كل الظروف . لانها نابعة من اساسات المجتمع وحاجاته الضرورية . الاهواء والمجاملات والمحسوبية لم تتسلل الى تلك الثوابت لذا بقيت سامية ،متألقة ،نالت الاعجاب من مروا بها ووقفوا على بعض اسرارها الخفية حتى من غير المسلمين .دولة المواطن التي بناها الامام علي (ع) اعتمدت على انسانية الانسان كونه افضل مخلوقات الله الذي يجب ان يكرم من قبل مثيله في الشكل .البعض حاول محاكاة هذه الشخصية العظيمة ولكن اصطدم بعوامل وسلاسل تحركه في اتجاه اخر مكتفيا فقط بكرار الاقوال دون الافعال (كم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ). البحث عن الدولة العادلة عند الامام علي (ع) يحتاج الى الاصرار والعناد في مخالفة الاهواء البشرية وماكثرها لاسيما عندما يتولى احدهم منصبا مغريا ،فانه يضع نفسه على المحك في ان يكون من انصار دولة الامام علي (ع) في ابسط امورها ام يكون من المعارضين في السلوك والانتماء . رسم لنا الامام علي (ع) القواعد الاساسية في دولة المواطن وترك للآخرين حرية ان ينهالوا من هذا المعين الثر الذي لاينقطع عطاؤه مهما طال الزمن واحاطة به الاسلاك الشائكة . المهم في هذه الدولة هو حسن اختيار المسؤول لحاشيته وعدم الانجرار وراء المغريات التي لابد لها ان تلمع كالذهب في العيون . عندها يستطيع الانسان ان يضع نفسه في اي الفريقين هو . هل هو مع انصار الامام (ع) رغم الحقبة الزمنية ام من المعارضين الذين ارتضوا ان يكونوا من دعاة الاقوال والشعارات ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك