المقالات

القضاء العراقي يذكرنا بقراقوش !!


رياض رحيم العوادي

نخدع انفسنا عندما نصدق خرافة أن القضاء العراقي مستقل ونزيه. فمنذ سقوط النظام السابق، بل وقبل ذلك، ظل القضاء في العراق ألعوبة بيد الحاكم وعصا غليظة يهش بها عن عصاباته ويضرب بها خصومه.لانحتاج الى جهد كثير لنبرهن على أن المحاكم الخاصة في العهد البائد كانت تأتمر بأمر رئيس النظام وتحكم بلسانه وتعدم خصومه من دون أدلة. اما محاكم هذا النظام فأنها لاتقل سوءاً عما سبقتها، وكل ما طرأ من تغيير على محاكم النظامين هو تغيير المستبد الاول بالمستبد الثاني. ومع أن القضاء قد تم توصيفه مستقلاً بالدستور النافذ. ألا أنه: لا القضاء ولا الدستور مستقلان عن سلطة رئيس الحكومة الحالي.كلنا على اطلاع بما يتعامل به القضاء العراقي مع خصوم المالكي، واحكامه صارت في معظمها موضع شك، وقد استغل رئيس الحكومة القضاء وخاصة المحكمة الاتحادية منه أسوأ استغلال وجعل منها وسيلة لتفسير الدستور العراقي حسب رغبته وآلة للأنتقام من مناوئيه وخصومه السياسيين.قبل أيام أصدرت محكمة النشر التابعة لمجلس القضاء الاعلى أمرين بالقاء القبض على القاضي السابق والمحامي الحالي منير حداد. وأمراً آخراً بالقاء القبض أيضاً على الصحفي سرمد الطائي. والتهمة الموجهة لكليهما هي التشهير برئيس الوزراء بناء على شكوى أقامها أحد محاميه.المستهجن هنا هو إن محكمة النشر قد استعملت الوسيلة الاقسى لأحضار المشكو منهما وهي أمر القاء القبض عليهما وخّول الاجهزة الامنية تنفيذ الامر، بدلاً من الاستدعاء المتعارف عليه والذي كانت تعمل به المحكمة نفسها في دعاوى نشر عديدة ، حيث كانت تبلغ الطرف المشكو منه من خلال أحد موظفيها شخصياً أو توجه كتاباً الى الصحيفة او المطبوعة التي نشر فيها المقال المشكو منه، وتحدد في كتابها او تبليغها موعداً لسماع افادة (المشّهر). لكن الأمر إختلف عندما يكون المشتكي هو رئيس الوزراء وهنا لجأت المحكمة الى اقسى وسائلها وهي أمر القاء القبض على القاضي السابق والصحفي المعروف، وسلكت المحكمة هذا الطريق: إما تملقاً لرئيس الوزراء أو انها تعده مواطناً بأمتياز يختلف عن غيره من المواطنين، مع أن الدستور قد جعلهم سواسية !كان يفترض بالمحكمة أن توجه كتاب استدعاء لحداد والطائي، خصوصاً وإنهما شخصيتان معروفتان مكانةً ومكاناً. إلا أنها انساقت وراء سلطة المالكي وداست المهنية بقدميها. خصوصاً وأن الشكوى محل نقاش ولا يمكن عدها قطعية، مثل أي جريمة مثبتة على الجاني. فالمالكي قال أنهما قد شهرا به، وهذا يستوجب أن لايصدر أمر القاء القبض قبل التأكد من ذلك. والتأكد هو سماع افادتيهما، فلعل هناك رداً مقنعاً عند أحدهما يدحض ما ذهب اليه المالكي في شكواه. ولعل لديهما دليلاً على صحة ما ورد في المقالين أو المقالات التي ادعى المالكي إنها تتضمن تشهيراً به.سمعت من زملاء لسرمد الطائي، أنه على استعداد لتقديم قرائن وأدلة على صحة ماورد في مقالاته أو مقاله المشكو منه. وكان العدل هنا يوجب أن يستمع قاضي محكمة النشر المكلف بالتحقيق في الشكوى، وعلى اساس قناعته في صحة او عدم صحة قرائن المشتكي وادلته ودفوع المشكو منه يصدر القاضي أمراً بالقاء القبض على الطائي وحداد.. وما حصل لايعدو كونه الا استخفافاً بالقضاء العراقي وأهانةً للدستور الذي ساوى بين العراقيين . وتملقاً من القاضي لرئيس الوزراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
من فئة مضطهدة باسم القانون الاعوج في العراق
2014-02-02
العراق بلد فيه قانون قوي على الضعيف وهزيل امام الاقوياء الذين هم حيتان المنطقة الخضراء . اتحدى اي شخص في العراق او خارجه ان يقول هناك قانون عادل ، هناك قصص وقصص عن جرائم ترتكب تجرى تحت القانون . العراق لاقانون ولادين فيه فليفهم الجميع لاقانون ولا دين.
ابو هاني الشمري
2014-02-02
اتفق معك في قضية القاضي منير حداد واختلف معك اخي (رياض) في القرار ضد سرمد الطائي فهذا الشخص مريض وحاقد على العراق وأهل العراق ... والمسألة ليست قضية حكومة او نوري المالكي وإنما هذا الشخص واشباهه مثل بهجت الكردي واضرابهم فهم اشد حقداً ولؤما من عتاة البعثيين على العراق وشيعة العراق, وهذا الشخص وأمثاله يتلونون كالحرباء مع الاوقات ولمن يدفع لهم اكثر كي يبثوا سمومهم ضد العراق وشعبه. وقائمة هؤلاء الصحفيين لاتقتصر على سرمد وإنما هي قائمة طويلة. ولكن قد اتفق معك في انتقاء من هو مطلوب حسب مزاج الحكومة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك