المقالات

بين داعش والنصرة... هذا هو الإسلام الجديد!


 

بلدان عربية تخرب وأبرياء يقتلون ربما بمخططات خارجية قديمة ولكنها بتنفيذ عربي وبأياد عربية محضة...

الدولة الإسلامية في العراق والشام.... الجهاد ضد الكفار والنصارى... الجهاد ضد نظام الأسد الكافر... الجهاد ضد نظام المالكي الفاسد... هذا مواطن كافر وهذا انتحاري مجاهد انتقلت روحه للجنة... كل هذه أفكار ومسميات جعلتنا في قبضة مثل هذه التنظيمات...

جيش النصرة أو الجيش الحر جيش جهادي يتبنى القتل ردا على قوات الأسد لتتحول المعارضة التي بدأت في أولها كثورة شعبية عادية إلى استباحة القتل والسفك وذبح الأسرى والأشخاص وترهيب للاقليات...

جيش داعش الذي يبحث عن دول إسلامية كبرى في العراق والشام ويكفر الآخرين،،، كثرت التحليلات المتناقضة بخصوصه، ففي سوريا كان معارضا ويتبنى الجهاد ضد النظام وفجأة يكفر الجيش الحر والائتلاف السوري والمجلس الوطني ويصبح الصراع في ظاهره بين الطائفتين لتثبيت الإسلام –الذي لا يحتاج لتثبيت ولم يأت أبدا ليبيح القتل بل جاء رحمة للعالمين- هذا الصراع وكما أوردت في ظاهره إسلامي ووفي باطنه صراع على أي المعارضتين أقوى ومن فيهما يستطيع أن يخلف نظام الأسد ويكون له دور في الرئاسة الجديدة... يعني هو مجرد صراع على الكراسي من جديد ليس إلا!!

أما في العراق، فداعش ضربت بعرض الحائط مطالب أهل الانبار من الطائفة الستية التي خرجت لتطالب بمطالب تراها شرعية وهي الطوائف التي واجهت الاحتلال الأمريكي ببسالة وباتت ترى أنها تعاني التهميش الآن من قبل نظام المالكي، مع التذكير انه لا الطائفة السنية ولا الشيعية باتت متفقة تماما على بقاء المالكي وسياسته وبالتالي فإن الانبار انتفضوا على سياسة بعينها ولم ينتفضوا على إخوتهم من الشيعة لأنها ليست حربا طائفية ولكنها مجرد مطالب يتقاسمونها معا... ولكن انسحاب الجيش وسيطرة داعش على المنطقة جعلت المنطقة في يد القاعدة وأعلن قيام ولاية إسلامية في الفلوجة وهكذا انتهت مطالب أهل الانبار وأصبحت المعركة بين القاعة والجيش والعشائر....

فمع من إذن هو تنظيم داعش، وكيف يكون مع العلويين في سوريا ويقيم دولة إسلامية في المناطق السنية في العراق ويهدد بتفجير أهل الشيعة في لبنان؟؟؟

ومع من الجيش الحر وجيش النصرة وهو التنظيم الممول من دول عربية معروفة، وسمته مثل غيره القتل والذبح وترهيب للأقليات وليس المعارضة ولا تغيير الوضع...

إذن كل هذا يدل على أن الولاية الإسلامية والجهاد والاقتتال ما هي سوى مسميات لرسم معالم إسلام جديد.. إسلام لم نعرفه ولم نعهده نحن المسلمون... إسلام تخويف وترهيب...

كل هذا لأهداف اكبر مما يظهر لنا ... أهداف  لكي تتحقق يجب أن يعاد رسم معالم الشرق الأوسط الكبير... يجب أن تستمر الحروب وتنتشر الطائفية... بكلمة جامعة شاملة... لكي تتحقق الأهداف السامية علينا أن نعيش حالة الفتنة... وكلنا نعلم ما تعنيه الفتنة... فتنة جعلتنا ملتهين عن عدونا الحقيقي بل أصبح صديقا لنا لأننا ببساطة التهينا في الجهاد في بعضنا البعض...

فمرحا إذن بالإسلام الجديد...

29/5/140106 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك