جواد البغدادي
من يمعن النظر بتاريخ العرب قبل الاسلام, وما يتباهون به , سنكتشف انهم لا يعرفون سوى لغة القتل والسلب والنهب, وتعاطي الكحول وملذات الحياة الاخرى , من هذا الواقع انطلقت ولادة منقذ البشرية والانسانية نبي الرحمة (محمد بن عبدالله ) (ص) بصورة عامة و العرب بصورة خاصة, بدء الصراع ما بين الحق ومقارعة الباطل والتلذذ في الشهوات, وتسلط النفس امارة السوء من قريش على رقاب الناس واستعبادهم.ولادة الاسلام المحمدي بالجزيرة العربية , له اثره بمجاربة قوى الشر المتمثلة بأجلاف قريش واستعبادهم للناس بدون وجه حق, عقولا برمجتها الجاهلية لا تعي القيمة الحقيقية للإنسان وسر الوجود.وها نحن اليوم نعيش زمن ما قبل الرسالة باطار اكثر وحثية وافتراء, انها الجاهلية بعينها بل اشد من ذلك, انهم اصحاب البدع والتحريف متناسين صاحب الرسالة الانسانية ودوره في بناء الانسان, بزمن سبق هذا الزمن فعمت الرحمة والانسانية خلال ربع قرن من عصر الرسالة , بعدما تحمل صاحب الرسالة جميع انواع الظلم والعذاب, حينما اكد قول الله تعال (وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ) ,تركوها وذهبوا ((للسقيفة)) , ومن هنا بدء الانحراف والخروج على مقام صاحب الرسالة الخاتمة. بقيت اثار وحشيتهم تتربع في قلوبهم المريضة بكراهية الاسلام وترجموها بقتل سبط الرسول بارض كربلاء, والتاريخ يلعنهم ولم يكتفوا ابناء الطلقاء بذلك, فغيروا سنن الخاتم(ص) وصبحوا الشيطان بتصديهم للسلام وعلمائه, ما فرقهم عن ابا جهل وامية والوليد وابا سفيان وابن العاص وغيرهم, ينحرون الرؤوس باسم الله واكبر والله بعيد عنهم, يذبحون الموحدين ولهم اسوه بجدتهم هند , وها هم يأكلون القلوب ويتبجحون, ويفجرون السائرون على درب ابا الاحرار, ولم يكتفوا انها حرب ال امية ضد اتباع ال بيت الرسالة المحمدية ؟ فلا نستغرب اليوم بتطاول على مقام السيد السيستاني, سوى من التكفيريين النواصب ,او من يدعون انهم من اتباع ال بيت الرسالة, وهم اشد بأسا من النواصب ( التكفيريين) يوهمن الناس وتبا لهم وخسراهم.شيطانه نكرة لانعرف لها مكاننا بين العمالقة في العلم والمعرفة والعرفان , تتهجم وتتهم المرجعية مسؤولية عدم اقرار قانوني الأحوال الشخصية والقضاء الجعفريين, فنقول : ا لا غرابه بذلك فقد تهجم احدهم على مقام الرسول (ص) بعدم الادراك( يهجر) , اتهمه الاخر بالسحر والجنون, وها نحن بين الاثنين من سار على نهج ال امية امثال ال سعود والوهابية والقاعدة ومن يشكك بعطاء المرجعية العليا, متناسين دور المرجعية والحفاظ على ابناء الشعب في معتقداتهم, كانت المرجعية ومازالت تعمل بادراك وتوعية الناس بلا تميز. واكدت المرجعية بضرورة ادراج ماده تنص على أن العراقيين أحرار في أحوالهم الشخصية وفق أديانهم ومذاهبهم ليفسح ذلك المجال لتعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ بما يمنع إلزام اتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) بخلاف مذهبهم , المرجعية العليا تدعم أي مشروع قانون يخدم الشعب العراقي.دائبة المرجعية بلا ضجيج اعلامي ومن دون المواجهة مع الآخرين, و إن وكيل المرجعية العليا في البصرة اعد مسودة منذ سنتين لقانون الأحوال الشخصية وفق المذهب الجعفري وتم عرضها على المرجعية, ولكن طبيعة مجلس النواب لا يمكن تمرير القوانين المهمّة فيه الإّ بالتوافق بين الكتل الكبيرة, فكانت المهمة بيد مجلس النواب في اقرار القوانين, وقد تكون من اسباب عدم قرار القانون المادة (246) أنّ القانون المذكور سيطبّق على غير الشيعة من أهل السنة والمسيحيين وغيرهم ,وقد يعتبر مساسا لمكونات العراق الاخرى التي لا تدين بهذا القانون ,فالعجب كل العجب من وزير العدل ووزير الدولة لشؤون المرأة بالتجريء على مقام المرجعية وانساب ما هو الاكذب يفضح حقيقة هؤلاء الذين لا يختلفون عن داعش وامثالهم, فما اعظم المرجعية حينما لا ترد على هؤلاء , فما همني عاد ولكن همني صبر المرجعية على عاد .
https://telegram.me/buratha