المقالات

رسالة ..السيد المسيح والحسين


صلاح شمشير البدري

سنة ثقيلة مرت على العراقيين تميزت كمثيلاتها من السنوات التي مضت بثقل الحزن فيها، فقد فيها العراقيين ابناءهم من كل القوميات والاديان والمذاهب بشتى الطرق ولم يسلم من استهدافهم طفل ولاامرأة ولارجل بل قضت على أسر بأكملها دون ذنب سوى انهم عراقيون ،وكأنما كتب على هذا البلد ممنوع ان يسعد ويستقر كباقي خلق الله ،ومايزيد طينة بلة خلافات السياسين وتعصب الكثير منهم على مصالحهم واحزابهم متناسين مآسي شعبهم ،والدماء الزكية البريئة التي غطت كل مدنها ،بينما هناك من مثل الشعب تحت قبة البرلمان يصرف الملايين من ميزانية البلاد ليصرفه على عمليات التجميل واخرى معيبة لاداعي لذكرها وقد عرفها الجمهور،فمسؤولية من مايجري على المواطن الذي صار يخشى على حياته وأسرته من الشارع والسوق والحافلة لا بل حتى في منزله هو غير مطمئن ،فما فائدة العشرات من الاحزاب وشعارتها البراقة ،ومقراتها التي ملأت البلاد دون رقيب لعدم وجود قانون للاحزاب،ومتى ينتهي حزن العراقيين ونحن نودع عاما تلو عام فارق فيه الاحباب احبتهم فخلفت الام الثكلى والارملة واليتامى وشهداء اختفت حتى شواهد قبورهم مع انفجارات لم تبقي على اثر لهم ،الا تكفي كل هذه القرابين ؟ لكن مع كل هذ الألم العراقي ومع ذكرى اربعينية الامام الحسين(ع) التي تزامنت مع قرب اعياد ميلاد السيد المسيح (ع)،كان المشهد الاجمل حيث سار ابناء الطائفة المسيحية في مواكب العزاء نحو كربلاء فاختلطت دموع الحزن على مظلومية الحسين مع ذكرى بشارة السيدة مريم العذراء بولادة السيد المسيح ،وشارك المسلمون فرحة البشارة في قداس الكنائس بتحدي كبير اوصلت رسالة المحبة لكل شعوب الارض ان ابناء العراق شركاء في افراحهم واحزانهم ، ولكن مايعصر القلب فقد مجموعة طيبة من عوائل المسيح في احدى مناطق بغداد ليودعوا عامهم بحزن مع قداس الميلاد فتعالت اصوات الشعب من كافة الطوائف واصطفوا معهم من اجل بقاءهم في بلدهم العراق وان لايستسلموا ،وان تصادف الشعائر الحسينية مع اعياد الميلاد وتبادل الحزن والفرح هي تعبير عن الامتزاج الروحي وان العراق لكل مكوناته ،ومسيرة الحسين (ع) ودعوة السيد المسيح(ع) هي واحدة من اجل الحرية والسلام ومناهضة الاستعباد ،فعلى العراقيين توحيد الرسالتين في استقبال عامهم الجديد بتفاؤل من اجل دماء الحسين وعذابات السيد المسيح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك