المقالات

حكومة المالكي .. سيادة قانون أم إرهاب دولة


قيس المهندس

فجأة وبلا سابق إنذار، شهد العراق في الأيام القليلة الماضية ، دخول قوات الجيش في معارك ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في صحراء الأنبار، يأتي ذلك بعد سنين ما فتيء بها ذلك التنظيم بالقيام بتفجير المؤسسات ودور المواطنين، وعمليات اختطافً واغتيالاتٍ في مختلف المدن، اصطبغت بها ارض العراق بلون الدم القاني، انطلاقاً من صحراء الانبار، وبعض المناطق الحاضنة لتلك المجاميع الإرهابية.وفي كل هذا فإن حكومتنا لم تبدي أي تحركاتٍ من شأنها ردع ذلك التنظيم؛ حتى اقترب موسم الإنتخابات، وفي ليلةٍ وضحاها، انطلقت عمليات الجيش العراقي لتدك اوكارهم، ورافق تلك العمليات تصعيداً إعلامياً من قبل إعلام الحكومة، من المفترض أن يكون موجهاٍ الى دعم القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب، الّا أن ذلك الإعلام رافقه تصريحات غريبة للقائد العام للقوات المسلحة، والتي اتهم فيها خصومه السياسيين، وبعض وسائل الإعلام، بدعم تنظيم (داعش)، وتوهين الجيش العراقي.مع ان ما طُرح في وسائل الإعلام، حتى من الفرقاء السنة أنفسهم، لم يكن سوى تشجيع للجيش العراقي في ضربه للإرهاب، مع النصح والتحذير من المساس بالمدنين، كي لا يتم تحين الفرص من قبل المتربصين للنيل من جيشنا الباسل، واتهامه بقتل المواطنين المسالمين.تصرفاتٌ غريبة، وتصريحاتٌ عجيبة، بات يطلقها المالكي بين الفينة والأخرى، هذه المرة تنبئنا بالخطر الكبير على الأمن السياسي، وبالتالي على الديمقراطية الإجتماعية، والحريات الشخصية. فبعد التهم التي كالها رئيس الوزراء لكل من تطرق أو يتطرق الى الأحداث بالنقد، أو التحذير من مغبة الأخطاء التي قد ترافق العمليات العسكرية، أو التنويه الى بعض الأمور المتعلقة بها، واتهامهم بالخيانة ودعم الإرهاب؛ لا يستبعد ان يتطور الأمر الى اعتقال أولئك المتهمين (من وجهة نظر المالكي)، وقد يصل الأمر الى من يعبر عن رأيه الخاص في مواقع التواصل الإجتماعي!.ما نراه اليوم من تصريحاتٍ لجميع شرائح المجتمع العراقي، بمكوناته السياسية والاجتماعية؛ جميعها تتفق مع ضرب الإرهاب أينما كان، والكل يشد على أيدي الجيش العراقي، الّا أنّ على الحكومة الأخذ بالحسبان؛ أن الجيش ملكٌ للوطن، وليس ملكاً للحكومة، وأن أفراد الجيش مواطنين، وليسوا مليشيا، او مرتزقة، او عبيدا لرئيس الوزراء. وعلى الحكومة إحترام، وتقبل الرأي الآخر مهما حصل، سيما إنْ كان ذلك الرأي لا يخالف الدستور والقانون، وعدم اللجوء إلى إستمالة السلطة القضائية، وتطويع السلطة التنفيذية لقمع الخصوم السياسيين، والتنكيل بهم.والّا بكل بساطة، ولا نحتاج الى جهد جهيد؛ بإتهام الحكومة في اختيار توقيت ضربها لجماعة داعش؛ بالدعاية الإنتخابية، وتحقيق أجندات لقوى الإستكبار العالمي، بل وأتهامها بالتقصير في الذود عن دماء الشعب العراقي، والتهاون والإستخفاف بتلك الدماء؛ بتأخير ضرب تلك الجماعات لما يقارب العامين، بالرغم من توفر الإمكانات اللازمة لضربها، منذ تسلم القوات الأمنية للملف الأمني من القوات المتعددة الجنسية عام (2010).وهنالك تساؤلٌ يُطرح : هل ان ما يصدر عن رئيس الوزراء سيادة قانون أم إرهاب دولة؟!.سينبئك الدهر بما غاب عن ناظريك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك