المقالات

الحكم لله ... وللشعب


الحاج هادي العكيلي

بَينَ الله تعالى أن له الخلق والاختيار ، فهو يخلق ما يشاء ، ويختار ما يشاء ، ولا أحد يشاركه في ذلك .وبين الله تعالى انفراده في الحكم فقال[ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ] وقد قال الله تعالى [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ] . فالحلال ما أحله الله تعالى والحرام ما حرمه والدين ما شرعه والقضاء ما قضاه .من حق هذه الأمة أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس أن تفخر بدينها ، وتعتز بتشريعها ، حيث توحدت به الصفوف ، والتقت به القلوب ، أنقذها من مهاوي الرذيلة إلى مشارف الفضيلة ونقلها من الذل والاستعباد إلى العزة والكرامة وصحيح الحرية، دين الأمن والأمان، وشريعة العدل والرحمة، دين أكمله الله فلن ينقص أبدا.أن ألإسلام نظام خلقي يقوم على إشاعة الفضيلة واستئصال الرذيلة، نظام سياسي أساسه إقامة العدل، وتثبيت دعائم الحق، نظام اجتماعي نواته الأسرة الصالحة وعماده التكافل بين أبناء المجتمع، دين عمل وإنتاج، منهج كامل متكامل لكافة أنماط النشاط البشري . عالج كافة المشكلات على اختلاف البيئات ، وما عجز يوم من الأيام عن أن يقدم لكل سؤال جواباً ، ولكل واقعة تقوى ولكل قضية حكماً . كتاب الله الحكيم، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط ألمستقيم من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به اجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم . إن الله تعالى أمر كل الناس بدعائه وحده لا شريك له وترك الإفساد في الأرض بالشرك وغيره فقال : [ ادْعُواْ رَبكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ] .قد يتوجه العراقيون إلى ربهم بدعوة خالصة بتخلصهم من الحكومة الحالية التي لن تستطيع ان تغيير حالهم نحو الافضل .لقد سأم الشعب العراقي من تلك الحكومة ومن الازمات السياسية التي تحدث بين الحين والأخر مما شكل خطرا على حياة العراقيين .فبيد الشعب هو التغيير ، وهو قادر على أن يذهب بتلك الحكومة وأن يأتي بغيرها ، وعلى الشعب أن يكون وفياً لدماء الشهداء ، وأن يكون أمنياً على ثرواته وخيراته باختيار الناس الامناء والنزهاء ويبعد الفاشلين والفاسدين والكاذبين والمراوغين وناكثي العهود ، ليس الاختيار بالتحلي والتمني بمجرد الانتساب العشائري والحزبي والمناطقي ولكنه ما أستيقن القلب وصدقه العقل . ومن هنا فحين يصدق الشعب ويخلص لوطنه ويضع الحكم أساس اختياره ، حينئذ يتحقق الوعد ويتأكد التمكين وينزل النصر المبين . فأن شريعة الله هي منهج الحق الذي يصون الإنسانية من الزيغ ، ويجنبها مزالق الشر ونوازع الهوى ،وشفاء الصدور ، وحياة النفوس ،ومعين العقول ،فلا حكم إلا لله وعلى الشعب أن يتعظ من حكم الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك