المقالات

قيدوها في ذاكرة العالم!


( بقلم : بشرى أمير الخزرجي )

منذ فترة ونحن نسمع أصوات التنديد والشجب والاستنكار التي وان كثرت تعتبر النزر القليل وأضعف الإيمان أمام وقاحة واستهتار الجناة وبعد ان تجرأوا وللمرة الثانية على مرقدي الأطياب من آل محمد (ص) الحسن العسكري والهادي (ع) وما سبقه من اعتداءات على مساجد ومراقد أولياء الله وآخرها ضرب الحضرة الكيلانية، يريدون بأفعالهم الإجرامية هذه فرض شريعة الغاب وسحق ما تبقى من قيم التسامح وثقافة التعايش السلمي مابين أبناء الوطن الواحد. فلو رجعنا الى الوراء قليلا وتساءلنا عن المستفيد من كل هذا الخراب وهذا النزف اللاعقلاني للدم العراقي وللاقتصاد الذي دمره النظام المقبور من خلال دخوله في حروب كان المستفيد الوحيد فيها نظامه وأقرانه من دول الجوار وبالخصوص السعودية التي بذلت من الأموال الكثير من اجل إشباع رغباتها في ضرب التشيع عن طريق معاداة الشيعة في العراق لعلمهم إنهم يشكلون الغالبية في البلاد، وبهذا يكونوا قد ضربوا عصفورين بحجر واحد كما يقال، الوقوف أمام المد الشيعي كما يزعمون والسيطرة على العالم العربي من جهة أخرى.

واليوم ومن خلال التدخلات السافرة في العراق ولبنان والوضع على الأراضي الفلسطينية الذي غدا أسوء من قبل بسبب التحالفات والمؤامرات التي حيكت نهارا من قبل حكام المملكة الذين نصبوا أنفسهم حماة العالم العربي وحلالي مشاكله، هؤلاء الحكام الجهلة ما انفكوا يتمادون في دعم قوى الشر في العراق مستغلين حالة عدم التوافق والانسجام بين سياسي البلد وممثلي الكتل البرلمانية، وصدق الأستاذ سعد صالح جبر المعارض للنظام البائد في منتصف الثمانينيات في كتابه (بكل صراحة) حيث يصف تدخل السعوديون في الشأن العراقي آنذاك بقوله: "أما مساعدة السعودية للنظام الحاكم في بغداد، فهي دليل قاطع على تخبط السياسة السعودية واعتمادها معاداة الشعوب الإسلامية وتأييدها الحكام الذين يسيرون وفق النهج الذي يرضي المسؤول في الرياض. ان السعودية في موقفها المساند لنظام صدام قد ساهمت في إطالة أمد الحرب وفي سفك دماء المسلمين بعد ان راحت تقدم المليارات للنظام البعثي الذي أعلن حربه العدوانية على إيران المسلمة..ان الشعب العراقي لن يغفر للحاكم السعودي موقفه من الحكم الإرهابي الظالم الذي جر على العراقيين أنواع الويلات وأبشع المآسي".

كان هذا في عام 1985 أما الآن وقد بدت الصورة أكثر وضوحا عندما كشفت مؤامرة بعض قيادي كتل البرلمان العراقي الذين حنوا الى ماضيهم البعثي المقيت حيث سياسة إلغاء الآخر لا تزال تعشش في عقولهم الضيقة، هؤلاء المنافقون والمتلونون وجدوا من يساندهم من الأعراب السعوديين وغيرهم ممن كشروا عن أنيابهم وأفصحوا عن عدائهم للشعب العراقي المبتلى بهم حيث سياسة التفرج واللامبالاة لمعاناته و آلامه، ومن هنا نقول ان الفكر الوهابي التكفيري والمتمثل بدولة السعودية هو الراعي الأول والأخير للإرهاب، ليس فقط في العراق بل في العالم اجمع. ان رموز الإرهاب المتحالفة مع السعودية وقوى الشر في العراق تريد إسقاط التجربة الديمقراطية في المنطقة من خلال محاولات القفز على إنجازات الشعب العراقي والعودة به الى العهد المظلم البائد.

من هنا فان المضي في إصلاح الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي وتكاتف القاعدة الشعبية مع الحكومة هو الحل الأمثل لتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه العبث بكرامة ومقدسات العراق، لقد حان الوقت كي يصطف الشعب مع الحكومة المنتخبة ويرتقي الى مستوى المسؤولية في مرحلة بناء الوطن التي لابد منها من اجل النهوض بواقعه المتضرر من سياسات العهد البائد، وعلى قيادات الحزب البائد كحد أدنى ومن باب التماهي مع إرادة الشعب العراقي التوقف عن الممارسات الدنيئة والانخراط في عملية المصالحة الوطنية بنيات صادقة، ولو من باب التكفير عن الماضي الأسود لنظام الحزب الشمولي.

ولكي نترجم استنكارنا فعلا الى عمل علينا بالوحدة كما امرنا ربنا سبحانه وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وان نكشف جرائم أعدائنا، ولعل واحدة من هذه الممارسات النهضوية، إقامة الندوات الثقافية عن واقع العراق والتجاوزات التي تجري على مقدساته من خلال معارض صور تقام في عواصم العالم للمراقد والمساجد والحسينيات والكنائس والجسور التي تم الاعتداء عليها والدعوة الى توثيقها في الأمم المتحدة كي يطلع العالم على وحشية أعداء العراق وحقدهم على كل ما هو جميل فيه، حتى تبقى الصورة حية في ذاكرته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك