المقالات

لا تُضَيعوا سامراء كما ضاع البقيع


( بقلم : خضير العواد )

ان فاجعة سامراء التي حدثت في العام الماضي قد ادمعت العيون وادمت القلوب لما لها من وقع في النفوس , فالاضرحة التي هدمت لها مكانه مادية ومعنوية ودينية في قلوب الناس. فمن الناحية المادية فان لها موقع تراثي وتاريخي قل نظيره في العالم ويعتبر من التحف الانسانية لما يمتلكه من فن معماري عظيم بالاضافة الى العمل التاريخي لهذا الضريح المقدس لهذا يعتبر ارثا انسانيا يجب المحافظة عليه واما المعنوية فان اصحاب هذة الاضرحة عليهم السلام يمثلون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الحديث الشريف (اولنا محمد واوسطنا محمد واخرنا محمد بل كلنا محمد ) فالذي يطوف حول هذه الاضرحة كما يطوف حول ضريح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما لهذا الطواف من اهمية من ناحية التاءثيرات والفيوضات الروحانية التي تحيط بهذه البقعة المباركة.واما من الناحية الدينية فالذي يطوف او يصلي او يدعوا في تلك البقعة له من الثواب ما لا يحصه الا الله , ومن خلال هذه الامور الثلاثة يجب العمل بجدية وسرعة لان الذي قام بهذا الفعل الشنيع كان يريد اطفاء منارات الحق المتمثلة باضرحتهم عليهم السلام كما فعلوا بالبقيع في بدايات القرن الماضي بالاضافة الى فعل الفتنة ما بين المسلمين ولكن العامل الاول كان الاهم بالنسبة اليهم, لذا يجب علينا ان نعمل على صعيدين:الاول : هو كيفية اعادة بناء الاضرحة المشرفة وهذا يتم من خلال تفعيل ثلاث امور:1- دوليا , لاعتبار ان الاضرحة المقدسة ارثا حضاريا وتاريخيا وتعتبر ملك للانسانية جمعاء لهذا يجب اعادة بناءها باسرع وقت ممكن وهذا يتم من خلال الالحاح بطرح فكرة اعادة البناء في جميع المؤتمرات التي تديرها الامم المتحدة او المؤسسات الدولية التي تعتني بالارث التاريخي والانساني ودفع الامم المتحدة بان تتبنا فكرة اعادة البناء.2- اسلاميا : لما يمثله اصحاب هذه القبور عليهم السلام من وقع في قلوب المسلمين باعتبارهم ابناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) والحاملين للفكر الاسلامي النقي الخالي من الشوائب فتدمير اضرحتهم عليهم السلام كانما تدمير ضريحه(صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا يتم من خلال اثارة موضوع اعادة البناء في جميع المؤتمرات الاسلامية والطرح لايتم من خلال مجرد الطرح وانما يتم الطرح من اجل العمل ودفع الامة الاسلامية من اجل ان تلتزم بواجباتها اتجاه المقدسات الاسلامية.3- شيعيا : لان تدمير اضرحتهم عليهم السلام كانما يراد منه تدمير مذهب أهل البيت عليهم السلام باكمله لذا يجب على الجميع يعوا هذه النقطة والمهمة وان يتصدوا جميعهم كل حسب موقعه وان يتم بينهم التنظيم لا بصورة عشوائية كما في الحديث(الله الله في نظم امركم) ويكون الضغط مباشرةً على الحكومة العراقية, علما ان الجميع يعي الوضع الذي فيه الحكومة ولكن يمكن للحكومة ان تقوم باعمار الاضرحة المقدسة من خلال عملية المصالحة الوطنية التي تتبناها الحكومة لان اعادة اعمار الاضرحة وتقبل الاخر لهذا الامر يكون من اكبر الداعمين لعملية المصالحة فيجب ان تستغل الحكومة هذا الامر وهذا لايتم الا من خلال الضغط من كل المستويات المرجعية والتنظيمات السياسية ووسائل الاعلام بمختلف انواعها.الثاني: كيفية المحافظة الدائمة على هذه الاضرحة مع قلت الموالين المحطين بها وهذا يتم من خلال تشجيع وتسهيل سكن الموالين في تلك البقعة المباركة وان هذا الامر قد تم بالفعل ولكن لم يستمر فيه عندما قام المجدد الاول السيد حسن الشيرازي صاحب ثورة التنباك بنقل الحوزة العلمية الى سامراء قبل حوالي اكثر من 100 سنة ولكن بعد وفاته عادة الحوزة ثانيا الى كربلاء ومن ثم الى النجف فما علينا الا ان نستمر بخطوة المجدد الاول حتى يكون حال التشيع في سامراء على غير حاله اليوم حتى نطمئن على الاماكن المقدسة فيها فهذه الخطوة تعتبر صمام الامان للحفاظ على الروضة المباركة في سامراء.

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك