المقالات

(فتح الاسلام).. تُغلق في لبنان لتُفتح في العراق


( بقلم : سلام السرَّاي )

لعل التغطية التي قامت بها قناة (anb) قد وضعت النقاط على الحروف حينما اشار احد الصحفيين التابعين لهذه القناة، بأن هناك مفاوضات سرية بين الحكومة اللبنانية ممثلة بفواد السنيورة مع تنظيم فتح الاسلام الارهابي الذي يتمترس في مخيم نهر البارد شمال لبنان؛ مقابل التهدئة وارسالهم الى العراق لمقارعة المحتل!!.

هذه التشكيلات الارهابية لم تولد من فراغ بل هي نواة متشظية لكيانات وفصائل سياسية فلسطينية معروفة، فـ(فتح الاسلام) تنظيم منشق عن منظمة(فتح الفتح) التي انشقت بدورها عن منظمة (فتح) التي يتزعمها حاليا محمود عباس، وهذا يؤكد ان اغلب الفصائل الارهابية التي تهدد كيان الشرق الاوسط عموما هي نتاج منظومة عربية اسلامية متشددة اتخذت من تلك الدول معقلا لها خصوصا سوريا والسعودية اللتين ما زالتا لم تضبطا حدودهما تجاه العراق الجريح.

والملفت للنظر ان الاعلام العربي- وكما هي عادته- لم يتعاطَ مع تلك المفاوضات الخطيرة، فبقيت سرية للغاية الا ما تردد من اخبار مقتضبة من هنا وهناك، لتكون نتائجها- اي المفاوضات- ارسال تلك المجاميع لقتل اكبر عدد من العراقيين بذريعة مقاومة المحتل!!.

على حكومتنا الموقرة والمسؤولين السياسيين ان يأخذوا(الخبر) على محمل الجد لتكون مواقفنا صارمة تجاه تلك الاحداث التي تهدف الى زعزعة استقرار البلاد امنيا وسياسيا، وكل ذلك يحصل على مسمع ومرأى العالمين العربي والاسلامي. واذا كانت ثمة مؤشرات ودلالات اخرى تنتج عن تلك الصفقات السرية.. هي ان العالم اصبح يئن من سطوة الارهاب والتكفيريين وبدأت الدول تتخلص من هذا الداء الفتاك بشتى الوسائل ولو اضرت بالاخرين المتمثلين بدول الجوار الاقليمي او الاشقاء من العرب والمسلمين، وهذه هي الكارثة الحقيقية والخطيرة، وهو ما كانت القيادات العراقية تحذر من سريان مرض الارهاب والتكفير الى الدول المجاورة ان هي رفضت مساعدة العراق الذي يمر بظروف عصيبة تحتم على جيرانه الوقوف الى جانبه، فالارهاب لا جنس ولا لون له ولا حدود تقف بوجهه، فمهمته تحقيق مصالحه الشخصية والفئوية المتلبسة بلباس الدين، فما جرى بمخيم نهر البارد وعين الحلوة من استخدام الاطفال والنساء كدروع بشرية من قبل مجرمي (فتح الاسلام) خير دليل على خسة ووحشية تلك المجاميع الارهابية.

يبقى السؤال الاول والاخير هو.. هل ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بمفاوضاته هذه يريد ان يغلق صفحة(فتح الاسلام) في لبنان ليفتحها في العراق؟!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الحمدي
2007-06-10
فتح الاسلام هي عصابة مدعومه من المخابرات السورية لاثارة البلبله في لبنان وذلك للظغط على حكومة السنيورة بخصوص المحكمه الدوليه
بابلون
2007-06-10
براثا الموقع الوحيد الذى اثق فيه هو انتوا ومحبتن بكم سوف اتواصل معكم 00 الرجاء عدم حذف تعليقاتى ولكم جزيل الشكر
د.خضير
2007-06-07
ولم لا؟ والسيد السنيوره مناضل لايشق له غبار ضد الصهاينه والامريكان؟ولم لا وهو يرى عراقيين ومنهم ذوي مناصب عليا في الدولة العراقيه يجوبون عواصم العروبه في بحث مكشوف عن اوغاد واجلاف واعراب نهر البارد؟ والله ان هؤلاء العرب من صنو السنيوره لايردعهم الا الخوف.. لماذا لانرسل لهم مفخخه..؟؟ ارسلوا مفخخه واحده او اثنتين على اكثر تقدير وسترون كم ستجلب لنا من المنفعه؟ وسترون كيف سيتهافتون علينا؟ واذا كنتم لاتصدقون فعودوا الى تاريخ الاخوين البعثيين في العراق وسوريا؟وكيف توازنا بتفجير احدهما الاخر فقط!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك