المقالات

ضرائب وفواتير واجتهادات فوق القانون


بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

ما من شك ان المواطن العراقي دفع اثماناً باهضة طيلة العقود الاربعة الماضية كي يتخلص من نظام القسوة والعنصرية والطائفية والضريبة غير المستندة على اسس واقعية مدروسة. وبالتأكيد ان هذا المواطن كان ينتظر بشغف يوم الخلاص من نظام سلب منه قوته وكرامته وحريته بانتظار نظام ينصفه ويعيد اليه ما سُلب منه على ايدي الزمر والعصابات الاجرامية التي كانت تمثل الحلقات الاساسية لدائرة السلطة البائدة.

الغريب ان هذا المواطن الذي كان ينتظر من يرفع ذلك الثقل المادي الرهيب عن كاهله بات الان يجد نفسه امام مفارقات غير موجودة في كل مفاصل حياته السابقة. وقد لا اكون مغالياً فيما اذا قلت ان دوائر الكهرباء باتت تقطع فواتير تسديد اجور الخدمات الكهربائية للمواطن وقد تجاوزت ارقام المبالغ المليون دينار في ظل وضع كهربائي لا يوجد اسوأ منه في العالم اجمع. وقد لاحظ بعض المواطنين ان الموظف المختص بقطع فاتورة الكهرباء للمواطن بات يشعر بالخجل الشديد وهو يطرق ابواب الناس وبعضهم من صار يتحجج امام دائرته بان المنزل غير مسكون، وفي هذه الزاوية لا نريد اجترار ما ذهبنا اليه في الزاويتين الماضيتين حول الخدمات ومصائبها لكن ينبغي الاشارة هنا الى موظفي الدولة الذين استفاقوا على ضريبة فرضتها مديرية الضرائب على رواتبهم فضلاً عن الاستقطاعات التقاعدية التي تخصم بشكل دوري وروتيني، ولقد ذهلت وانا اتحدث الى موظف حصل مؤخراً على زيادة في راتبه تقدر بـ(60 الف دينار) لكنه فوجئ بضريبة تبلغ (7%) من مجمل راتبه وربما وقع المفاجأة يتلاشى فيما اذا عرفنا ان وارادات العراق وحسب تصريحات المسؤولين في وزارة المالية تتأتى من محورين اساسيين هما النفط والضرائب التي باتت كالسيف المسلط على رقاب الناس، وهذا الحال ليس وحده شر البلية انما تكتمل هذه البلية بصلٍ كوميدي آخر فيما اذا علمنا ان كل وزارة بل كل مديرية بل كل دائرة صارت تجتهد بما يحلو لها في كيفية احتساب سلم الرواتب فهناك من كان يتقاضى سبعمئة الف دينار وانحدر الى الثلثمئة الف في حين ان هناك نفراً قليلاً ممن استفادوا من هذا القانون.

اما موضوعة اعادة المفصولين السياسيين وكيفية احتساب خدمتهم الفعلية والاخرى الخاصة بمدة الفصل السياسي فهنا حدّث ولا حرج باستثناء بعض الوزارات وفي طليعتها وزارة التربية التي اعادت لكل ذي حق حقه وهذا ما يستدعي منا تقديم الشكر والعرفان لمعالي السيد الوزير الدكتور الخزاعي. نتمنى على الدولة وخصوصاً على السيد وزير المالية ان ينظر الى هذه الامور نظرة متفحصة فلقد بلغ الهرج والمرج عند الناس حداً لا يحتمل عقباه وأملنا كبير بالسيد الوزير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بشرى امير الخزرجي
2007-06-04
ضرائب في العراق؟؟؟؟؟ وعلى المواطن ان يدفع فاتورة كهرباء؟؟؟؟؟ الضرائب تفرض عندما يكون المواطن حاصل على جميع حقوقة والخدمات متوفرة ووو .... المواصلات فاطيييية وخلافة . يعني الجميع يشعر ان الوضع الجديد في العراق قد انعكس ايجابا علية وليس الفوضى الادارية وسياسة كلمن ايدوا الو هي الحاكمة . تكون الضريبة شئ منطقي عندما يحصل المواطن على الوقت الكافي كي يستوعب اهميتها بالنسبة للوضع الخدمي لا ان تفرض علية دون ان يحصل على ابسط حقوقة الماء والكهرباء .. الكهرباء الذي اصبح من الكماليات على مايبدو.....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك