المقالات

ليس لنا أب!!!


بقلم حيدر المهناوي الحسيني

قال رسول الله الحبيب المصطفى محمد (ص): "أنا وكافل اليتيم في الجنة". ونحن في رحاب شهر رمضان المبارك، وأثناء تصفحي لشاشات التلفاز عند الإفطار، أهالتني مشاهدة البرامج الخاصة بالعوائل الفقيرة والأيتام. في الوقت الذي نعرب فيه عن شكرنا وامتناننا الجزيل لهذه المواقف المشرفة، إلا أننا نستطيع القول بأن تلك الجهود لا تصل إلى المستوى المطلوب، نظراً لسعة حجم المسؤولية، وذلك بتزايد أعداد الأيتام والأرامل في بلداً شرعت أبوابه للقتل الجماعي، دون حرمة لمكان أو زمان كما هو معلوم، ذلك من جهة، ومن جهة أخرى، من غير ألائق إظهار عوائلنا بهذه الطريقة على وسائل الإعلام المختلفة،، استناداً لقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، أي بمعنى لا يصح أن يطلع العالم بأسره على مستوى الوهن الذي تعانيه شريحة كبيرة منا، خصوصاً في خضم حكومة منتخبة، ووسط موازنات انفجارية، مما يعود ذلك بالسلب على هيبتنا بصورة عامة في الأوساط الدولية.. لذا يجب على الدولة التدخل بصورة مباشر لتعمل جاهدة من أجل طي هذه الصفحة المؤلمة، ومن باب النصيحة بثوب العتاب بهدف المحافظة على المكتسبات التي دفعنا ثمناً غالياً من أجلها، كون هذه الحالة احد الظواهر الشائعة لدينا اليوم للأسف الشديد، التي من شأنها أن تخل بتماسك الشعب والحكومة، بدليل قول النبي(ص):" جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها". وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):" الإحسان يسترق الإنسان - بالإحسان تملك القلوب احتج إلى من شئت تكن أسيره واستغنى عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره"، هذا الكلام الجميل والرائع يعطينا دروساً بليغة، وعلى القائمين على شؤون البلاد أن يعتبروا منه،، وإذا ما أخذت الجهات المعنية هذه القضايا المهمة والخطيرة بنظر الاعتبار فالنتائج معروفة سلفاً، وباعتقادي لو سار رأس هرم السلطة اليوم على نهج أهل بيت النبوة، وكيف أنهم كانوا يتعاملون مع اليتامى والأرامل وبالتالي المستضعفين بصورة عامة لوصلنا إلى ما نصبو إليه، واليكم قصة الإمام علي(عليه السلام) واليتيم: ﻛﺎﻥ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ) ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺮﺃﻯ ﻏﻼ‌ﻣﺎً ﻳﺒﻜﻲ فأقترب ﻣﻨﻪ ﻭﺿﻤّﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻣﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼ‌ﻡ ؟ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻷ‌ﻟﻌﺐ ﻣﻊ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻃﺮﺩﻭﻧﻲ ﻷ‌ﻧّﻨﻲ ﻳﺘﻴﻢ ﺍﻷ‌ﺏ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ: ﻧﺤﻦ ﻻ‌ ﻧﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﻣَﻦْ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺏ . ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻉ) ﻭﺃﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺿﻢ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻗﺎﻝ : أذهب وألعب ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻓﺈﻥْ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻚ: ﺃﻧّﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺃﺏ، ﻓﻘﻞ ﻟﻬﻢ " ﺃﻥ ﺃﺑﻲ ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ " فسلاماً عليك يا أبا الأرامل والأيتام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك