المقالات

هل سيتحقق الحلم التركي؟


مديحة الربيعي

منذ سنوات عديدة تسعى تركيا للانضمام للاتحاد الاوربي رغم ان موقعها يقع بين الشرق الاوسط وأوروبا, اي ان الموقع الجغرافي لا يمنحها صفة الدولة الاوربية ومع ذلك بذلت تركيا كل الجهود من اجل تحقيق الهدف المنشود, فسعت لتعزيز علاقاتها مع أمريكا , ومع اسرائيل ايضا" , بل ان علاقتها مع اسرائيل اقوى من بقية العلاقات مع الدول الاخرى فالصفقات التجارية والمناورات العسكرية بين الجيش التركي والاسرائيلي قائمة على قدم وساق, فأصبحت تركيا ترى الامور بعيون أمريكا واسرائيل, وأنضمت الى ركب رعايا الدولتين, ضمن مجموعة حكام الخليج ممن يحرصون على أرضاء الولايات المتحدة , وقدمت تركيا العديد من التنازلات من أجل منحها تأشيرة الانضمام الى ركب الدول الأوروبية ورغم ذلك كله فأن أغلب الدول في الاتحاد الأوروبي ترى ان هذه المنحة كبيرة على تركيا , بل أن امريكا نفسها أصبحت تتخذ من هذا الامر ورقة ضغط على الدولة التركية كما طلبت منها امرا" لوحت لها بهذه المكافأة التي لطالما انتظرتها , فيسيل لعاب الحكومة التركية وتعتقد انها بلغت الهدف المنشود ثم فجأة تجد نفسها عادت الى نقطة البداية خالية الوفاض دون الحصول على ماتبتغي .. أصبح دور تركيا في المنطقة لا يعدو اكثر من مجرد باحثٍ عن المصالح يتحرك وفق أرادة من يحقق له الربح الاكثر, اما مايضهر من أن تركيا تسعى لمحاربة الدكتاتورية وأنها ضد السياسة الصهيونية في فلسطين , وما يحدث من مجازر يرتكبها الجيش الصهيوني, فذلك ليس اكثر من مجرد روايات تنفذ على شكل مسلسلات تركية تدبلج برعاية دول عربية, لأيهام الشارع العربي أن تركيا تتبنى وتدعم القضايا العربية ولتحسين صورة تركيا أمام المواطن العربي, فلماذا لا تدعم تركيا حركات التحرر في منطقة الخليج خصوصا" في الدول التي تعمل منهما بنظام الملكية في المنطقة العربية ؟ الجواب على هذا السؤال هو ان تركيا اصبحت تعمل بشكل متناغم مع حكام الخليج لتنفيذ الارادة الامريكية والأوروبية في منطقة الشرق الاوسط والحفاظ على سلامة اسرائيل, فدعم حركات التحرر ليس ضمن اهتماماتها , فهدف الحكومة التركية هو ان تحصل على المكافأة المنشودة , وتحظى بفرصة الانخراط ضمن الاتحاد الاوروبي, هو حلم تركي مازال مؤجلا", وتركيا لازالت تنتظر, فهل سيتحقق الحلم التركي؟منشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك