المقالات

حرب داحس والغبراء..!


عندما تتداخل الأدوات في الحراك السياسي محولة إياه الى صراع شرس بكل الوسائل، وعندما تتحرك معها على الأرض وقائع تكون في الاغلب من جسم تلك الأداة أو هذه الوسيلة..وتُجمع في النهاية على هدف تتقاطع فيه مختلف الجبهات مهما تعددت غاياتها.‏‏ فلا يمكن وصف ما يحدث إلا بأنه "الحرب"..

وهي حرب لم تطلق الجهات المتحاربة نفير إنذارها..لكنها أكدت حضورها المعلن منه والمخفي.. تتخذ أشكالاً ونماذج متباينة، وتتعدد جبهاتها..

وقد يكون وصفها بالحرب مثيراً لإعتراضات كثيرة...أما خوفا ورعبا من التسمية، أو بحكم أن عوامل هذا التوصيف بشكله التقليدي لم تتوفر بالقدر الكافي.‏‏..لكن بالنتيجة وفي جوهرها هي "الحرب"، قبلنا بها أم اعترضنا عليها..وفي التاريخ أن حرب داحس والغبراء لم تسم بهذا الإسم إلا بعد إنتهائها بزمن طويل..!.. 

في الشكل اتخذت التمويه في شعاراتها وسيلة للتستر على المخفي من ممارساتها، وأتخذت مضامين فضفاضة سعيا لتمرير ما تود تمريره بعملية خلط متعمدة..وفي جوهرها حاولت أن توقظ السعار كل ما استطاعت، ولم تترك مساراً أو مجالاً إلا حاولت أن تصدّره على أنه أحد جوانب المعضلة.‏‏

يؤكد ذلك ما جرى قبل وبعد إنتخابات مجالس المحافظات من عمليات الاصطفاف السياسي، تلك التي برزت تباعاً بدلت في تراتبية حضورها، وكانت في كل مرحلة تبدي شكلاً مغايراً عما سبقها،في لعبة فجة ليس هدفها خدمة الشعب، بل أن الهدف شديد الصغر الى حد إنغلاقه على الذات، مثلما حصل بترحال بعض الفائزين من قائمة الى أخرى مرتين في اليوم والليلة، حتى استوطنت بعض النماذج ودفعت نحو مسار محدد لم تتجاوزه.‏‏

في المشهد أيضا تدور حرب فرضتها قوة سياسية نكوصية شاركتنا مستقبلنا ولم نخترها بإرادتنا..لكنها كانت في التوقيت والطريقة هي ذاتها المعلنة منذ عقود.. الفارق اليوم أنها تخلت عن ورقة التوت الأخيرة التي تخفي غاياتها.. لتكون بهذه الصفاقة السياسية غير المعهودة، والأمر ذاته ينسحب على الأدوات التي بدت في كثير من الأحيان محرجة في الإفصاح عن نفسها، لتعلن ماهو خارج الحرج..بل ما هو غير مباح أو مسموح به.‏‏

كلام قبل السلام: إن الذين استطاعوا تقليد الثعلب بمهارة حققوا أفضل نجاح. ولكن لا بد أن تكون قادرا على إخفاء هذه الصفة بمهارة، وتستطيع التمويه والخداع(ميكافيلي)..

سلام....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك