المقالات

الشهرستاني أثبت العكس


مديحة الربيعي

من المتعارف عليه أن الأكاذيب لا بد لها من نهاية مهما طال الزمن , لكن في عالم السياسة فالأمر مختلف تماما", فهو عالم قائم على الأكاذيب التي لا تعرف النهاية , سيما فيما يتعلق بتقديم الوعود للمواطنين من توفير الخدمات والأمن فدائما" خيال المسؤول خصب من هذه الناحية وليس ببعيد عن ذلك نائب الرئيس لشؤون الطاقة الشهرستاني , الذي طالما أذهل الناس بوعوده المتجددة المبتكرة المتعلقة بالكهرباء تلك المعضلة التي عجزت الحكومة بكل قدراتها وأمكاناتها من ان تجد لها حلولا", والتي نجدها دائما" مثارا" للجدل والنقاش ,لأنها ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطن باعتبار أن الكهرباء أحد ضروريات الحياة ,والغريب في ألامر أن الطاقة الكهربائية متوفرة وبشكل كامل في دول لا تمتلك 10%100 من ثروات وقدرات العراق ورغم ذلك نجدها تنعم بالكهرباء وخير دليل على ذلك باكستان , بينما الشعب العراقي رغم انه يعيش على أرض الخيرات فهو لايزال يعاني من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي , والسبب في ذلك ليس نقصا" في القدرات أو التخصيصات المالية بل أن الساسة في العراق وجدوا في مسألة التلويح والوعود بإنجازات الكهرباء دعاية أنتخابية يبدئ التحضير لها بمجرد اقتراب موعد الانتخابات, سواء كانت برلمانية او أنتخابات مجالس محافظات أو أيا" كانت صفتها , فنلاحظ أن الوعود تجدد في تلك المرحلة ,وتبدء سلسلة من الاكاذيب لها بداية وليس لها نهاية, بالإضافة الى الفساد المالي والإداري المستشري في جميع وزارات الدولة والكهرباء من ضمنها أن لم تكن اكثرها, فبعد وعود بتحقيق الاكتفاء في السنوات السابقة وأن وزارة الكهرباء ستقضي على هذه المشكلة , ولم يحدث اي من ذلك طبعا, صرح السيد الشهرستاني بأنه سيجعل أصحاب المولدات الاهلية يضطرون لبيعها في سوق الخردة لأن الناس لن يعودا بحاجة لها بعد الان, ولم يحدث ذلك كالمعتاد , ثم أطلق اغرب تصريح له على الاطلاق أذ أكد أنه في مطلع عام 2013 أن العراق سيصدر الكهرباء للخارج لأنه سيتعدى مرحلة الاكتفاء وينتقل لمرحلة التصدير! وكأن الدول الأخرى تنتظر من العراق أن يصدر لها الكهرباء! نسي السيد الوزير ان فاقد الشيء لا يمنحه, ونلاحظ أن بعد كل تصريح لوزير الكهرباء يزداد واقع الكهرباء سوءا" في العراق , حتى يظن المواطن لوهلة أنه لن يصرح مرة اخرى لكنه سرعان ما يبادر بتصريح أغرب من ذي قبل, ولن يبقى أمام المواطن الا أن يتفاءل عسى ولعل أن يتحقق الوعد هذه المرة , والنتيجة يزداد واقع الكهرباء سوءا" وتتبخر الوعود مع حرارة الصيف, ومن المفترض أن ينطبق القول المأثور ( حبل الكذب قصير) على واقع الكهرباء وتصريحات الوزير, الا أن الشهرستاني أثبت العكس فعلى ما يبدوا أن حبال الكذب في وزارة الكهرباء طويلة لا تعرف النهايةمنشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك