المقالات

المسكوت عنه في الأرهاب السُني !!!


( بقلم : مهند حبيب السماوي )

تابعت بتركيز شديد أهم الملاحظات والتعليقات التي رافقت مقالي الاخير الموسوم ب" المسكوت عنه في التشيع الصفوي" والذي نُشر في مواقع عديدة, حيث كانت في أغلبها غير صحيحة وتبتعد عن مقصدي والغرض من مقالتي , وأثارني تساؤل أحدهم عن سبب عدم جعل الاكراد سنة في حين انني جعلت الكثير من القوميات الاخرى شيعة ؟ والجواب بسيط أننا حينما نناقش قضية عروبة العراق فانه من غير الفائدة ان نجمع سنة العرب وسنة الاكراد لان الاختلاف واضح بينهم في القومية , بينما يصح جمع الشيعة كلهم من كافة قومياتهم سوية لأنهم حينما يتهمونهم بالصفوية فانهم يقصدون جميع الشيعة بمختلف قومياتهم ولايميزون بين قومياتهم المختلفة.

وأعود الى موضوع مقالي الذي يحاول الكشف عن ماوراء منطوق التسنن التكفيري أو اعتبار السنة تكفيريون وارهابيون , حيث أرى أنه خطر اخر يرافق ويناظر اتهام الشيعة بالصفوية, وأرى أن كلا التعبيرين والاتهامين مبرمجين ويخدمان عملية اذكاء التمييز والروح الطائفية التي تُشعل حروباً في الكثير من مناطق العراق على الرغم من عدم اعتراف سياسي العراق الجديد !!!! بذلك.  ولابد أن نقول بصراحة أن الحركة التكفيرية قد ولدت في الفضاء السني على الرغم من هذا لايعني ان الاخوة السنة قد تبنوها بأجمعهم مثلما قد حدث الامر عينه لدى الشيعة عندما تظهر بعض الأحزاب والتيارات التي ترتكب مالايرضاه الشيعة ولايتحملون خطاياه مطلقاً.

الفكر التكفيري لايمثل الفكر السني وان كان البعض من السنة ممن لم ينتمي له تنظيمياً  قد رضى عن بعض تصرفاته في بداية بدأ المواجهات المسلحة في العراق . أذ تصوروا أن هؤلاء يمكن ان يبنوا وطناً أو يحرروا ارضاً او يجلبواً الاستقلال فدعموهم مالياً ووفروا الملاذ الأمن لهم في مناطق تواجدهم , ألا ان ألامر قد أنكشف بالنسبة للأخوة السنة, أذ تعرت شعارات الفكر التكفيري وانفضحت نواياهم  وانكشفت حقيقة مزاعمهم بحماية السنة, فبدات هذه الجماعات بتصفية السنة المخالفين لهم في الرأي , بل أكثر من ذلك  بدأوا بقتل بعض المسلحين والمقاومين العراقيين ممن يقومومون بنشاطات عسكرية ضد القوات الامريكية وهذا شيء عجيب وغريب ويفتقر الى ادنى درجات الذكاء بل والفهم البسيط. اذا كيف يعادي الفكر التكفيري الحاضنة الاجتماعية التي توفر له أرضاً لحمايته ؟وكيف يقوم هذا الفكر التكفيري بتصفية بعض قادة الجماعات المسلحة التي تحمل نفس أهدافه التكتيكية _وليس الاستراتيجية_ التي تقوم على محاربة القوات الامريكية ؟ أنه لأمر غريب لايبرره الا عنجهية القاعدة ودوغمائية الفكر التكفيري ....

ثم ان القول الذي يزعم أن السنة كلهم من التيار التكفيري وانهم يحاربون الشيعة فقط , هو قول خاطئ وزعم باطل ,أذ من يقرأ التاريخ الحديث ويرى مافعله الفكر التكفيري من مجازر بحق السنة في الجزائر الذي راح ضحيتها حوالي 200 الف شهيد وبقية البلدان العربية كمصر والسعودية والاردن والمغرب ولبنان وباكستان وافغانستان  بالاضافة الى العراق الذبيح اليوم.... من يقرأ  مافعله هؤلاء بحق السنة_ناهيك طبعاً عن الشيعة الذي حللوا قتلهم_... فانه سوف يغير موقفة بشكل كبير وسيرفض جملة وتفصيلاً أعتبار جميع السنة من حملة الفكر التكفيري الضال المنحرف, بل أن التيار التكفيري قد حارب وأهدر دم بعض الوهابيين في السعودية على الرغم من أن السعودية والوهابية هي احدى اهم مطارات انطلاقهم نحو العالم!!!

وهنالك نقطة مهمة, تتمثل في أن حملة الفكر التكفيري لايمكن لهم أن يتعايشوا مع غيرهم من المسلمين ممن يخالفوهم في العقيدة والتوجه , ولكننا نلاحظ أن الشيعة والسنة في العراق والخليج العربي مثلا قد تعايشوا منذ عشرات السنين ولم تحصل بينهم خلافات تصل لحد حمل السلاح بوجه الاخر. ولهذا فمن الخطأ الفاضح بمكان أن نعد السنة حملة الفكر التكفيري الحالي , اذ ان التكفير قد أختط لنفسه منهجاً منفرداً واسلوباً خاصاً في الجريمة والقتل والأرهاب التي تجعلنا نعفي الاخوة السنة من هذه التهمة التي لا احسب أن احداً متكمل البناء العقلي يمكن ان يرضى بها أو يستسيغ وصفها.

مهند حبيب السماوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.خضير
2007-05-17
ان جوهر القضية بالنسبة الى العراق أنه لايتقبل لاسباب جوهرية ،تاريخية و ثقافية و بنيوية (الفكر التكفيري) وما كان ازدهاره في هذه المرحلة التاريخيه الا لسبب واحد واضح يتعلق بالقوة السياسيه التي هيمنت على مقدرات البلاد طيلة عمر الدولة الآفله في 2003 والتي يفصح تاريخها انها لاتتورع عن اي عمل يديم لها سلطتها او يعيدها في حالة فقدانها. ان التكفير ليس عراقيا ولكن فقدان توازن من فقدوا سلطانهم غير الشرعي وغير المنطقي جعلهم يتبنونه بانتهازية فجة دون الالتفات الى خطره المحدق بهم بالذات.وهو ماعرفوه متأخرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك