المقالات

تغيير مَن بمَن..؟


عبدالله الجيزاني

ضَخم مُتضَخم، يمشي وفق الظرف الآني تارة يرفع قدمة ليضعها بقوة وسرعة وأخرى بسكينة وهدوء. فمن يحكم حركاته وسكناته كما قُلنا منصب وموقع الموجود على خشبة المسرح، إن كان من الصالحين يجب أداء دور حواري الصالحين، وإن كان من الطالحين ينبغي أن يؤدي دور ساقي الخمر والمُتراقص بين الغواني والقرقوز على المسرح لإرضا نقص ولي النعمه وإسعاده. يجيد كل الأمور حيث يبكي مع الباكين بنفس درجة التفوق والإتقان عندما يحتاج الدور منه الرقص والغناء. إنهم ممثلوا مسرح الحياة، حيث لايوجد في قاموس حياتهم شيء إسمه كرامة أو عزة نفس أو ثبات، كما تخلوا قلوبهم من أي يقين أو إيمان بان السماء هي من تقرر للإنسان ما يحصل عليه سِواء منصب أو مال أوجاه مع عدم نكران السعي وفق المحدد الشرعي والأخلاقي.نعم يحصلون على مايبغون لكن من مفهوم (نزيدهم في طغيانهم يعمهون)، ومن يتوقع خلاف ذلك فقد ظل ظِلالاً كبيراً لان مايحصلون عليه خلاف العدالة وهذا غير ممكن، فالإستحقاقات والحقوق تنال وفق مفهوم العدل للقادر والمتمكن منها، لكن نموذجنا حدود قدرته وإمكاناته الحصول على الموقع لا إداء مايقتضيه. هؤلاء هم من أوصل الاُمم ومنها العراق منذ الخليقة إلى اليوم إلى ماهو عليه الآن، فلم يحظى العراق بحاكم أو قائد عرف أو تعرف على أساليب هؤلاء، بل الجميع مغرق ومغرم بهم وبما يقدمون، حيث يعوضون عليه الكثير مما يفتقد كيانه الجسدي والنفسي.لذا يقربهم ويثق بهم، رغم انه بالأمس وقع هو أو سمع عن غيره قد ذهب ضحية أساليبهم..! ومعظم من ادعى انتمائه للقادة ممن مروا على تاريخ العراق، ذهبوا وسيذهب مَن بقى ضحية المتملقين الذي يشكلون الحلقة الخاصة والمقربه من صاحب الفخامة أو السمو أو السماحة، لكن غريب أن كل هؤلاء مصابون بالعمى وبطء الفهم وتعطل الحواس فلانفهم متى يمكن لسمسار أن ينصر قيم الفضيلة. ومتى يمكن للص ومختلس أن يحفظ وجود أو كيان، ومتى كان داعر حريص على قيمة عليا أو يمكن أن يحقق طموحات نبيلة، انه عمى يصاب به الكبار.ربما بقصد او بدونه فتارة يعرفون لكن يسكتون خوفاً أو طمعاً أو ربما والعياذ بلاه شبيه الشيء مُنجذب اليه. وآخرى يعرفون ويسكتون وشعارهم أن هؤلاء هم الأكثر قدرة على قيادة المشروع أو إنجاحه، وهذا أغرب من الغرابة، فمتى صلح ماء الجنابة للوضوء. إنها معادلات غريبة عجيبة، لما لايتعض البعض بما حصل لمن سبقه، لكن الحقيقة التي لايريد البعض أن يصل اليها أو يصارح ظاهره باطنه فيها، أن الأرض صحرت أو تكاد من مسمى قادة، ومعظم الموجودين أدعياء لايمكن أن تكتمل دعواهم بدون متملق أو لص أو سمسار لان هؤلاء وحدهم القادرين على إداء حركات وتحركات توحي للناظر بأن هناك قائد. وعلى هذا ربحت تجارة التملق والتزلف والتزييف والكذب، وكان حكم السلطان بيد من يمتلكون هكذا مؤهلات، في حين خسر وطرد وحورب من أمتلك النسخة الاصلية من واقع القائد وحاشيته، والعنوان الظاهر هو التغيير، دون استفهام عن كيف ومتى وبمن التغيير...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك