المقالات

طائفيون

633 00:38:00 2013-07-18

حيدر حسين الاسدي

تروي لنا الروايات أن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قد خرج - في ليلة قد رشت السماء - أي أمطرت - وهو يريد ظلة بني ساعده - وهي مظلة كبيرة أو خيمة يحتمي الناس بها من الحر نهارا، ويأوي إليها الفقراء والغرباء ليلا - فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شيء، فقال باسم الله، اللهم رده علينا.قال: فأتيته فسلمت عليه، فقال: معلى؟ قلت نعم جعلت فداك، فقال لي: التمس بيدك، فما وجدت من شيء فادفعه إليّ، قال: فإذ أنا بخبز منتشر، فجعلت ادفع إليه ما وجدت، فإذا أنا بجراب من خبز، فقلت جعلت فداك، أحمله عليّ عنك، فقال: لا، أنا أولى به منك، ولكن امض معي.قال: فأتينا ظلة بني ساعده، فإذا نحن بقوم نيام، فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخرهم، ثم انصرفنا.فقلت: جعلت فداك، يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح. (انتهى)ما زلنا ورغم المبادئ التي نتفاخر بها والقيم والاخلاق التي ندعي اننا نحملها ، تتزاحم في أنفسنا رواسب طائفية مقيتة لم تجلب لنا سوى التخلف ولم تعطينا الا المآسي والمشاكل وجيوش الأرامل والأيتام ممن فقدوا الأب والشقيق والأعزاء من أبناء هذا البلد الجريح.ولعل الاسوء والأخطر في هذا التناحر الطائفي والنَفس الانقسامي البغيض هو تبني الطبقة السياسية ورجالات النخبة المعرفية لهذه النهج كأسلوب وطريقة للعمل السياسي والتفاوض مما خلق حالة اصطفاف وتخندق بدأت تتسع هوته يوماً بعد اخر وبدأنا نحصد نتائجه السلبية تباعاً وصولاً الى الانهيار في العملية ككل وهذا ما لا نرجوه وندعو ونعمل على ان لا يحدث .ان المتطفلين على الوضع السياسي الراهن يعتاشون على الطائفية ويعملون على الأزمات المذهبية ويصطنعون التفجيرات والمذابح الجماعية عند الطائفة "الفلانية" والاختطاف والترهيب في الطائفة "العلانية" حاصدين بذلك الظفر بالمناصب والفوز بحكم زائل مخضب بدماء الابرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الصراعات.أن انجرار أبناء شعبنا لهذه المخططات والسير في طريق الاقتتال والتحشيد الطائفي لا يخدم سوى سياسيي الإرهاب ولن يطور بلد يسعى لعبور شاطئ الإحزان واجتياز مرحلة التخلف لتحقيق مستوى مقبول من التطور واللحاق بركب بلدان عباد الله.فمن واجبنا وعلى عاتقنا الانتباه والحذر والسير وفق عقلانية التخطيط لا وفق تخطيط عقول المتخندقين وأن نكون شعب واعي ينظر لمصلحة بلده وأبناءه قبل مصلحة الطائفة والحزب والفئوية وهذا هو التفكير المنطقي لتحقيق مستقبل افضل للعراق.فإمامنا الصادق ضرب لنا مثالا نحتذي به، فحين خرج حاملا على ظهره شيئا من الطعام ليغيث به بعض المعوزين والمحتاجين من مجتمعه وفي وسط ذلك الليل والناس في ساعة النوم والراحة وفي وقت تزخ السماء بأمطارها لم يتواني عن واجبه ودوره هذا لمجرد كون أولئك المعوزين الذين يعيشون ظروفا إنسانية قاسية على غير رأيه ومذهبه، ولعل روح الطائفية تلك كانت سائدة حينها الأمر الذي جعل مرافقه يسأله إن كان هؤلاء على مذهبه أم لا، متوهما أن الإمام قد يتخذ هذه التصنيفات المذهبية ويعتمدها في مواقفه الإنسانية، لذا أجابه الإمام بأنهم ليسو من شيعة أهل البيت، هكذا علمنا الصادق، هكذا هي مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زائر
2013-07-19
الطائفية والاجرام والقتل والغدر فقط من جانب السنة قوم تعلموا على القتل والغدر وسفك الدماء الابرياء المصلين الطلاب في الاسواق في الشارع في العمل لا دين لهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك