المقالات

عسكر مصر: الموقف المحسوب..!


 

   لم يستطيع الكثيرين أن يخفوا رضاهم بما حدث في مصر، من إزاحة الرئيس مرسي ودفع الإخوان المسلمين خارج دائرة السلطة..لكن لماذا يقف الكثيرين، دولا ومنظمات وساسة ورجال ثقافة وإعلام ومؤسسات وقادة رأي بل وشعوب أيضا هذا الموقف المتشفي..؟

   في البدء لا بد من البحث في التوصيف المناسب  لما حدث بعد سنة واحدة من تولي الرئيس الإخواني مرسي السلطة بطريقة وصفت بـ"الديموقراطية".فهل كان ذلك  انقلابا عسكريا أم استكمالا لثورة المصريين؟.

   بالنسبة لقطاعات مهمة ممن ذكرنا، فإن الذي حدث يمثل تراجعا خطيرا عن الخيار الديموقراطي الذي عبرت عنه صناديق الإقتراع...وجهة النظر هذه تصطدم بما يعاكسها من رأي تماما..والرأي المعاكس يقول: ترى ماذا كان ينتظر من القوات المسلحة المصرية أن تفعله، وهي ترى أن الشعب المصري على وشك أن يحترب بكل أدوات الإحتراب، بالأظافر والسكاكين والبلطات والعصي والأسلحة النارية.مما وضع مصر على حافة الهاوية وأدخلها في نفق مظلم لم تخرج منه حتى الآن!؟...

    الناقدون للإطاحة بمرسي يتحدثون عن الشرعية الدستورية، والمعارضون لمرسي الفرحين بسقوطه يتحدثون أيضا عن الشرعية ولكن الشعبية!! والفرق كبير جدا بين شرعيتين..فهؤلاء  يرون أنه فقد الشرعية بتمسكه بحزبه وعمله على "أخونة" الدولة وتركه مصر، ويعتقدون أن تدخل القوات المسلحة أنار عتمة المستقبل التي كان سيدخلهم بدياجيرها حكم الأخوان المسلمين..في النهاية يبدو مفهوم الشرعية مفهوما مائعا جدا، أو بالحقيقة يغدو لا مفهوم..!

   لكن بين تميع مفهوم الشرعية وهذين الموقفين المتضادين، يمكن قراءة الحدث من زاوية العسكر أنفسهم، فمن المؤكد أنهم جزء من الشعب المصري، وما يصيبه يصيبهم، وليس من المعقول أن يقفوا مكتوفي الأيدي ـ كما يقولون هم ـ ..غير أن ثمة من يقول أن العسكر لم يخرجوا سيوفهم من أغمادها من أجل عيون المصريين، فالعسكر إستشعروا خطر "أخونة الدولة"  عليهم وعلى مواقعهم، وقبل أيام فقط من ألاطاحة به  عين مرسي 12 محافظا تسعة منهم "أخوانجية..!"، وهذا ما كان يعني تهديدا مباشرا لسلطة ونفوذ العسكر الذين يحكمون مصر عمليا منذ قرابة 70 عاما، وكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للإطاحة بمرسي وحزبه..هذه الفرصة قدمها لهم مرسي على طبق من ذهب عندما لم يستجب للإرادة الشعبية واستجاب فقط لإرادة حزبه...!

كلام قبل السلام: سيفعل السياسي أي شيء للحفاظ على وظيفته، حتى لو اضطر لأن يصبح وطنياً!!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك