المقالات

من يحكم الشارع العراقي ؟!!!!


محمد حسن الساعدي

في تقرير صادر من مفوضين النزاهة العراقية ، حيث يؤكد التقرير أن نسبه الفساد في مؤسسات الحكومة العراقية بلغت 70٪ اذ يوكد التقرير ان العراق من الدول التي يستشري فيها الفساد الاداري والمالي. ان الفساد الذي انغمس فيه المسؤلون فساد جديد وشامل وممتد من الفروع والى الجذور في "العراق الجديد". فساد رفع العراق الى اعلى القائمة في مصاف الدول الفاسدة بدل رفعه الى اعلى القائمة في الدول المتطورة ديمقراطيا او حضاريا او اقتصاديا كما وعدنا المسؤلون عن العراق الجديد ممن ساهموا في صنعه او ممن وجدوا الفرصة سانحة فالتحقوا به معرضين مصداقيتهم ومصداقية من يمثلونه من فكر ودين ومذهب وطائفة وحزب ووطن وشعب الى خطر جعلهم اضحوكة من قبل جميع القرى للواقع السياسي العراقي 0ولا يخفى ان الفساد المالي والاداري هو السبب الاعمق في كل المشاكل التي يعاني منها العراق اليوم امنيا ، واقتصادياً وحتى سياسياً والذي يعد أخطر من الارهاب ومن الاحتلال ومن التهميش ومن التدخلات الاقليمية وغير ذلك مما يشكو منه العراقيون ولو اختلفوا على درجة اولويته، فكل هذه الاخطار لا تجد لها منفذا الا عن طريق الفساد، فضل الارهاب يشتري ذمم الفاسدين وينفذ مآربه عن طريقه ، سواء كانت هذه الادوات المشتراة اشخاصا واحزابا، أم وزراء فبدون المال السياسي لا يمكن لاي مشروع ارهابي ان ينجح، ولا يقف امام مشاريع الاحتلال والارهاب ، اما الجدل حول علاقة الارهاب بالاحتلال وايهما العلة وايهما المعلول فقد يحل المشكلة لصالح افلاطون وارسطو في اثينا واسبارطة، لكن عبد الحسين أوعبد القادر يبقى الضحية الذي يدفع الثمن في الرمادي وكربلاء بينما الفاسدون جالسون في فنادقهم او الدول التي تؤويهم او تمد اكفها من جيوبهم لتنفيذ ما براد منهم بالضبط 0مشكلة الفساد الكبرى تكمن في العلاقه المشتركة بين الفاسدين ومن يحميهم في الحكومة ، وهو سكوت الفاسدين بعضهم عن بعض فهناك عقد بين الطرفين يقضي بان يسكت الوزير الفلاني اوالمدير الفلاني اوالنائب الفلاني عن فساد غيره ليسكت الغير عن فساده، لان قيام أي طرف بكشف الاخر يعرض الكاشف الى نقمة المكشوف، النقمة التي تؤدي الى تحويل الكاشف الاول الى مكشوف ثان، والثاني يخلق مكشوفا ثالثا وهكذا...وهو امر يسري الى الغالبية العظمى من المسؤولين ويكشف المسافة الفلكية بين المبادئ والقيم التي دعوا اليها والواقع الذي وصلوا اليه، وكأنهم يقولون بلسان الحال:" لقد وصلت الى هدفي بنفسي وبجهدي، وعلى الشعب العراقي ان يصل الى هدفه بنفسه وبجهده".وفي ظل كل ما ذكر يبقى الوضع الامني هو الهاجس الوحيد لأبناء هذا الشعب ، والذي يأكل الأرهاب يومياً منهم بالعشرات ،ونفس المواقف المنددة التي تخرج باستحياء لانها تعرف أنها كانت مقصره بحق امن هذا الشعب الجريح الذي ينتظر ممن اختارهم ليحفظوا أمنه وسلامته ويقدموا خدمه له ليعيش كباقي دول المنطقة على الأقل الفقيرة منها ولكن بهدوء وطمأنينة .نبقى نقدم الضحايا ، وتبقى بيانات الاستنكار تصدر من هنا أو هناك ، ويبقى الشارع العراقي لا نعرف من يسيطر عليه إلارهاب ام الحكومة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك