المقالات

"إكليل" يغلــّفُها

1381 05:01:00 2007-05-15

( بقلم : شوقي العيسى )

الإكليل ذلك الفستان الذي ترتديه "العروس" ليلة زفافها مايجعل المرأة العروس تختلف بفستانها عن بقية النساء بذلك الفستان الذي عادةً مايكون ناصع البيان يتدلى على وجه العروس البرقع الذي يحجب حياءها من الآخرين ، وهذا الإكليل هو حلة جديدة تُقدِم به المرأة الى بيت زوجها.

وبما أن الإكليل هو الغطاء والبرقع الذي يغلف المرأة بل ويغلف الأشياء التي تستخدم إكليل عليها كالهداية في أعياد الميلاد وما الى ذلك من عدة إستخدامات لهذا الإكليل ، كذلك هو الحال في إنتخابات الشعب العراقي المظلوم والمتلهف على ذلك الحدث الغريب والذي جمع شتات الشعب العراقي في يوم العرس الإنتخابي وأبهر العالم أجمع بذلك الإصبع البنفسجي والمشاركة الواسعة في إنجاح الإنتخابات ، ولهذا جاءت ثمرة الإنتخابات ولادة حكومة تولّدت من رحم الإنتخابات طالما حلم بها الشعب العراقي.

ولحد اللحظة التي أنجحت فيها الإنتخابات كلُ شىء على مايرام والوضع يسير حسب النظام الديمقراطي العالمي ولكن!!!!!! بعد أن دخل الإكليل ليغلّف مجرى الإنتخابات ويغيّر مسيرتها الديمقراطية ومشاركتها المليونية فهذا ما يجعل الأحداث السياسية والميدانية ساخنة في جميع الميادين وجعل التدخلات الخارجية كل من هب ودب في إرادة الشعب العراقي ناسين متناسين دور الناخب العراقي وتحديه للإرهاب بكل أشكاله.

فبعد إستمرار العنف والإرهاب في العراق وعدم سيطرة قوات التحالف على مخالب الإرهاب أو بالأحرى لديهم من العوامل المساعدة على الإرهاب تغيّر منحى وطريق الديمقراطية التي جاءت بها "أمريكا كشعار" الى المشاركة الحقيقية لكل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية بل بحكم العراق وحتى في إتخاذ القرار ، وهنا لابد لنا أن نتوقف قليلاً مع هذا المنحى المخالف للعقل والعرف السياسي والديمقراطية،، ونتسائل هل نشرك قادة وزعماء في الإرهاب؟ هل نشرك الذين عارضوا العملية السياسية؟ بطبيعة الحال هذا غير ممكن ولايمكن تطبيقه على أرض الواقع لأن الذين شاركوا في العملية السياسية منذ أول وهلة كانت لديهم توقفات وتساؤلات وخلصوا الى دخولهم في عمق العملية السياسية،، وأما الذين شاركوا الإرهاب في العمليات المسلحة ووقفوا بالضد من الشعب العراقي ومن العملية السياسية فهؤلاء لايمكن إشراكهم ولايمكن إجراء المصالحة معهم مطلقاً.

حقيقةً لقد تغيّر مفهوم مايسمى "بالمصالحة" فالكل يعرّفه على هواه والكل يملي على الحكومة العراقية وكأنما له الولاية والوصاية عليها وهذا جرّاء الإكليل الذي وضع على الإنتخابات العراقية وغلّفها بغلاف إنموذجي وأركنها على جنب وبدأت مرحلة هذا ممكن وهذا غير ممكن من قبل "الإدارة الأمريكية" لتعويض فشلها في العراق ومن قبل "الدول العربية" لتبرير إرهابها على العراق ، وحقيقة الأمر أن هناك "إرهاب عربي" يمارس على العراق من قبل الدول العربية بإرسال بهائمهم وتفجيرها في العراق، وهذا لاينكر ولكن ضعف وجبن الحكومة العراقية حال بين فضح كل ذلك وإيقاف كل هذه المهازل التي تندرج ضمن مخازي الدول العربية .

فكان الأحرى بالحكومة العراقية أن لاتلتفت الى أحد وتدير شؤون الشعب العراقي بنفسها وتقف أولاً ضد الإرادة الأمريكية التي تقف حائل بين القضاء والإرهاب لتكسب بذلك رضا الشعب العراقي بأقل تقدير ، وتواجه جل الدول العربية التي تصدّر الإرهاب ، وتضرب بيد من حديد وبدون رحمة الإرهابيون مع المناطق التي يتواجدون بها بأعطاء إشعار الى الأهالي بالخروج من مناطقهم لتتحول الى نار من لظى على الإرهابيون ، هكذا نشرك الجميع في القرار والبناء والحكم أن نبدأ بالقضاء على الإرهاب ...... لا أن نتصالح معهم فمهما كانوا ومهما فعلوا فسوف يبقون هم أولائك من حمل السلاح ضد الشعب العراقي ويجب محاربتهم لا أن نجلس ونتحاور معهم .

كفى نستمع الى وصايا أمريكا وولاية الدول العربية ،،،،،، فالعراق يغرق ولايمكن أن يغرق أكثر مما غرق فيه والذي يخاف على مصلحته فلامكان له بين أصحاب الأصبع البنفسجي وأصحاب النخوة العراقية وأصحاب الإرادة الحقيقية ومن دخل في العملية السياسية فهو آمن وبدون شروط هكذا يحكم العراق ياقادة العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك