المقالات

إقليم جنوب بغداد خيار وطني

1455 01:39:00 2007-05-15

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب

لقد حاولت بعض القوى المنضوية داخل التشكيلة الحكومية والبرلمان التنصل عن الكثير من الوعود والتعهدات التي ألزمت نفسها بها للعمل تحت البرنامج الحكومي وظلت أسيرة القرارات التي لا تخدم الحالة العراقية، فقد كشفت المراحل المتعاقبة زيف الشعارات التي يحملونها، وأحد أركانها هو التهديد بالانسحاب من الحكومة والعملية السياسية مقابل الحصول على المزيد من المكاسب السياسية، فقد فعلت ذلك مرارا وتكرارا مما افقد التهديد قيمته الحقيقية وبات ذلك التلويح لا قيمة له، واللافت هنا أن اولئك هم أقل شأنا من القيادات الحقيقية التي تتبنى الاعتدال والوسطية وترتب المسارات التي تجمع وشائج المحبة بين المكونات العراقية، مما يؤكد ان تلك الدعوات هي نتيجة الاخفاقات السياسية المرحلية وغياب لحظة الحقيقة والنوايا الصادقة لبناء العراق الجديد، من خلال دعم الواقع السياسي الحالي بالقضاء على المظاهر العنفية المسلحة لتوسيع الفضاءات الامنية بشكل واضح وملموس، لقد اثبتت جغرافيا خطة فرض القانون تجفيف الكثير من منابع الارهاب بعنصر الاستباقية التي قوضت المساحات واوجدت لها مناخات آمنة، لذا فان دور العوامل الاقليمية في تقرير مصير العراق والصراع فيه مكن القوى التي اوغلت في العنف وعززت مواقعه التسلطية بتقديم الدعم اللوجستي للحلف -الصدامتكفيري- وأسهمت بالاستبداد والقهر لشعوبها.لقد خطى العراقيون خطوات مهمة على طريق بناء عراق المستقبل، فليس من خيار سوى الدفاع عن صيرورة تتوج الحفاظ على معطيات المراحل السابقة التي كفلت وحدة العراق واستقلاله وسيادته، فضلاً عن جدولة بناء القوى الامنية المؤسساتية، فالتركيز على امن العراق هو الحفاظ على الاستقرار والتوازن في المنطقة، كون امتداد الفوضى الاقليمية خيارا قائما بسبب غياب الفكر الاستراتيجي الوطني مما يجعل ميدان النظام الاقليمي والدولي منطلقات للتوتر التي غذت العنف الاصولي وساعد في ذلك انتشار الثغرات التي اغرت القاعدة وغيرها من التنظيمات الراديكالية للنفاذ والتمدد فيها دون عائق، ولكن الشيء الغريب هو بلورة الرؤى المشتركة التي لم تنعكس على ارض الواقع وبقيت على الدوام حبرا على ورق وليس غير اجهزة الإعلام العربية الموجهة التي تحشد لتفاقم الحالة دون أن تضع الحلول المناسبة وهذا ما حصل في أكثر من موقف رغم تأكيداتنا على أن الضرورة الملحة لاستعادة التضامن الاقليمي والدولي والتحذير من توظيف التعددية المذهبية والطائفية لأغراض سياسية التي تسهم في اشعال الفتن والصراعات المدمرة، فالفهم العاصم من التفتت والتشرذم هو الانفتاح على الثقافات الإنسانية واثراء التنوع في إطار حضاري قائم على القيم الروحية والاخلاقية وبعيدا عن التمايزات العرقية والمذهبية، ومن هنا فالتعديلات الدستورية ليست نهاية المطاف في المسيرة الوطنية، إنما هي خطوة مهمة وتأريخية، ومن المؤكد -بحكم المنطق التاريخي- أن تتبعها خطوات لتجسير الممارسة الديمقراطية لاسيما التحرك باتجاه الاتحادية لتعزيز الوحدة الوطنية، فتشكيل اقليم جنوب بغداد هو الحل الحقيقي لمشاكل العراق كافة لتهيئة المناخات الجامحة للحفاظ على وحدته، كما أنه المشروع الاستراتيجي الصائب الذي يوفر الأرضية المناسبة لرفع الظلم والحرمان في مناطق دون سواها لينعم العراقيون بحياة كريمة ويضمدوا جراحات الماضي الصدامي الدموي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو بدر الناصري
2007-05-15
مقال جميل ورائع لكن احب اضيف ان بغداد من ضمن الاقليم وليس خارجها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك